وردك (العراق) - أ ف ب - أدى انفجار شاحنة مفخخة ليل أول من أمس في إحدى القرى الكردية جنوب شرقي مدينة الموصل، إلى مقتل 22 شخصاً وإصابة أكثر من 40 آخرين بينهم نساء وأطفال من الأقلية الكاكائية.وأوضح مصدر أمني أن «ما لا يقل عن 22 شخصاً قُتلوا وأُصيب 45 آخرون في تفجير انتحاري بشاحنة مفخخة استهدف قرية وردك الكردية» التي تقع جنوب شرقي الموصل (350 كيلومتراً شمال بغداد). ووقع الإنفجار في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس في القرية حيث تسكن حوالى خمسمئة عائلة كردية في ثلاثمئة منزل غالبيتها مشيدة من الطين. وعزا المصدر سقوط هذا العدد من القتلى إلى انهيار عدد من هذه المنازل. وأكد النقيب محمد جلال التابع لشرطة نمرود جنوب الموصل أن الشاحنة انفجرت في قرية وردك جنوب شرقي الموصل، مشيراً الى أن العملية «انتحارية». وأوضح أن شاحنة ثانية مفخخة لم تنفجر نظراً إلى مقتل سائقها برصاص أحد أفراد قوات الأمن العراقية. ونُقل معظم الضحايا الى مستشفى مدينة الحمدانية، فيما نُقل آخرون الى مستشفيات في اقليم كردستان. وأضاف النقيب جلال أن قوات الجيش والشرطة والبشمركة، قوات الأمن الكردية، طوقت المنطقة وفرضت اجراءات أمنية مشددة بعد الهجوم. وما زالت مناطق الموصل بين الأكثر عنفاً في العراق، إذ تشهد منذ أسابيع تصعيداً قوياً في أعمال العنف. كما باتت الاغتيالات شبه يومية في هذه المنطقة التي تشهد توتراً بين العرب والأكراد. وقال يحيى أحمد، الخمسيني أحد سكان القرية: «كنت نائماً مع عائلتي على سطح المنزل، عندما سمعت صوت شاحنات وصراخ أعقبها اطلاق نار ثم دوي انفجار هائل أسفر عن تطاير الرمال والأتربة في كل الاتجاهات». بدوره، قال رائد شيت (45 سنة) إن الانفجار الذي سبقه صراخ واطلاق نار، تسبب في انهيار منزلي وتطاير الأثاث. وأدى الانفجار الى انهيار أكثر من عشرة منازل في شكل كامل، فضلاً عن الحاق أضرار جسيمة بحوالى 60 منزلاً، وفقاً لمراسل وكالة «فرانس برس». وقال جلال دوسكي أحد حراس القرية إن «الشاحنة حاولت اقتحام القرية من الجانب الخلفي حيث يمر أحد الأنهر، فحاول أحد الحراس وقفها بإطلاق النار، لكنها انفجرت، ما أدى الى مقتله في الحال». ويقيم السكان حاجزاً ترابياً حول قريتهم، باستثناء الجهة الخلفية حيث يمر نهر صغير، وخصصوا منفذاً واحداً يخضع إلى الحراسة بهدف حمايتها من هجمات بالسيارات المفخخة. ويتهم الأهالي تنظيم «القاعدة» والتكفيريين بالوقوف وراء الهجوم. ويقول أمين محمد أمين وهو في مطلع الخمسينات من عمره، وأحد وجهاء القرية إن «تنظيم القاعدة والتكفيريين هم المسؤولون عن الهجوم لأنهم يستهدفون الأبرياء وكل الاديان». يشار إلى أن سكان القرية هم من الأقلية الكاكائية، وهي من المعتقدات الروحية الكردية القديمة، تمتد جذورها الى آلاف السنين. وأصل الكلمة فارسي وتعني «العم» أو «الخال»، لكنها باللغة الكردية تعني «الأخوة الكبرى». وينتشر الكاكائيون في منطقة السهل الجنوبي من كركوك في داقوق وطوزخورماتو وكفري وخانقين ومندلي ومناطق شرق الموصل، ويتكلمون الكردية باللهجة الكورانية، احدى اللهجات الأربع للأكراد. ويؤمن الكاكائيون بوحدة الوجود وتناسخ الارواح وانتقالها من بدن الى آخر، وفقاً لمختلف المصادر ونسيجهم الاجتماعي مكون من ثلاث طبقات هي السادة والبير والاخوان ويعتقدون بوجود صراع بين الخير والشر والسيئ والجيد. وتؤكد المصادر أن الكاكائيين لا يسمحون لرجالهم أو نسائهم بالزواج من خارج نطاقهم الاجتماعي.