سيول، نيويورك، موسكو - أ ب، رويترز، أ ف ب - تكثفت المحاولات الأميركية والآسيوية والغربية عموماً لإصدار قرار «ملزم» في مجلس الأمن يعاقب كوريا الشمالية بعد إطلاقها صاروخاً أعلنت انه وضع في المدار «قمراً اصطناعياً للاتصالات». لكن تلك المحاولات اصطدمت بجدار من الرفض عكسته مواقف الصين وروسيا ودول أخرى في المجلس، تخشى ان تفتح إدانة بيونغيانغ الباب أمام مزيد من التوتر في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرقي آسيا. وفي وقت استمرت المشاورات في أروقة مجلس الأمن، سعياً الى تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنيين، حاول الخبراء استشراف التداعيات الاستراتيجية لإطلاق الصاروخ الذي اعتبرت صحيفة كورية جنوبية انه «غيّر المشهد الأمني في شبه الجزيرة الكورية»، على رغم تأكيد موسكو وواشنطن وسيول انه فشل في وضع القمر في المدار. في غضون ذلك، نأت إيران بنفسها عن إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي، مؤكدة عدم وجود أي صلة بين البرنامجين الصاروخيين للبلدين، لكنها شددت على «حق» بيونغيانغ في «استخدام الفضاء لغايات سلمية». (راجع صفحة 7) وقالت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس، ان بلادها تدعو الى إصدار قرار في مجلس الأمن يكون ملزماً بحسب القانون الدولي، بحيث يدرك قادة كوريا الشمالية «انهم لا يستطيعون التصرف من دون التعرض للمساءلة». لكن المندوب الصيني زهانغ يسوي دعا الى ان يكون رد فعل المجلس «حذراً ومتناسباً». وفشلت الدول الأعضاء ال15 في مجلس الأمن، بعد اجتماع دام ثلاث ساعات في نيويورك ليل الأحد - الاثنين، في إصدار حتى بيان أولي اعتيادي يدين كوريا الشمالية. وطالبت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان ب «إدانة» بيونغيانغ، لكن روسيا والصين وليبيا واوغندا وفيتنام دعت الى «ضبط النفس». وأصرت وسائل الإعلام الكورية الشمالية على أن الصاروخ وهو من طراز «تايبودونغ-2»، وضع قمر اتصالات تجريبياً في المدار. ونقلت تقارير في بيونغيانغ عن بيون يونغ ريب رئيس أكاديمية العلوم في البلاد، ان عملية إطلاق الصاروخ التي حضرها الزعيم كيم جونغ ايل في «مركز القيادة والمراقبة العامة»، ستوفر لكوريا الشمالية «ضماناً علمياً وتكنولوجياً» لإطلاق مزيد من الأقمار الاصطناعية. ويعتبر خبراء عسكريون ان الإطلاق اظهر تقدماً في البرنامج الصاروخي الكوري الشمالي، ينذر بتطورات مقلقة، خصوصاً ان بيونغيانغ تمتلك قنابل نووية وهددت في السابق بتحويل سيول الى «بحر من نار». وقطع الصاروخ مسافة 3200 كيلومتر، مر خلالها فوق اليابان، ما يضع اليابان والفيليبين ومنغوليا وأجزاء من الصين وجزيرة غوام الأميركية، في مرمى الصواريخ الكورية الشمالية. وتبلغ هذه المسافة ضعف ما قطعه صاروخ «تايبودونغ - 1» عام 1998، ناهيك عن ان الاختبار السابق الوحيد لإطلاق «تايبودونغ-2» عام 2006 انتهى بانفجار الصاروخ بعد 42 ثانية على إطلاقه. واعتبر كيم تاي- وو وهو خبير في الشؤون النووية والتسلح في «معهد كوريا للتحليل الدفاعي» في سيول، ان عملية الإطلاق «لم تكن فشلاً، لا عسكرياً ولا سياسياً». وقال: «هذه القدرة تعني أن كوريا الشمالية مزودة بالبنية التحتية اللازمة لخوض اللعبة النووية، وزيادة صعوبة المحادثات السداسية» الخاصة بالملف النووي الكوري الشمالي. وأضاف: «نتيجة لذلك، سيتحتم تقديم المزيد لإقناع بيونغيانغ بالتخلي عن برنامجها النووي».