ليس مستبعداً أن يتجاوز حجم الإنفاق العالمي على عمليات التنقيب عن النفط والغاز في المياه العميقة وإنتاجهما 223 بليون دولار بين الأعوام 2013 و2017، وفق تقرير لشركة «دوغلاس – وستوود» للبحوث، أي ما يعادل ضعف الإنفاق في السنوات الخمس الماضية، مع نمو الفرص خلال السنوات المقبلة في أفريقيا خصوصاً في مناطق مثل أنغولا وغانا ونيجيريا. وتوقع تقرير لشركة «برايس ووترهاوس كوبرز»، أن «يصل حجم الاستثمارات الصناعية الأجنبية في القارة الأفريقية إلى نحو 30 بليون دولار سنوياً»، مشيراً إلى أن هذه الاستثمارات «ستتركز في قطاع التنقيب عن الطاقة وإنتاجها كخيار مفضل للمستثمرين». وكُشف عن هذين التقريرين في إطار إعلان «مؤتمر سيتريد الشرق الأوسط»، الذي يفتتح أعماله الاثنين المقبل في مركز أبو ظبي الوطني للمعارض، ويخصص لسفن العمليات والقطاع البحري، ويركّز على الفرص الاستثمارية المحتملة في قطاع النفط والغاز في الأسواق الناشئة في قارة أفريقيا. وأشار التقرير إلى اتجاه لدى الشركات المحلية وشركات النفط الوطنية والأجنبية المتواجدة في أفريقيا، ل «توسيع محافظها الاستثمارية المباشرة على رغم الأخطار المحيطة ما يساهم في خلق جيل جديد من الشركات المستقلة إلى جانب الشركات المتعددة الجنسية». ولفت رئيس مجلس إدارة «سيتريد» (الشركة المنظمة لمعرض الشرق الأوسط لسفن العمليات والأعمال البحرية) كريس هايمان، مستنداً إلى بيانات تقرير شركة «برايس ووترهاوس كوبرز» عن قطاع النفط والغاز في أفريقيا، إلى أن هذه القارة «توفر نحو 12 في المئة من إمدادات النفط في العالم، ويقدّر احتياطها غير المستغل بنحو 132 تريليون دولار، فضلاً عن حصة نسبتها 7 في المئة من احتياط الغاز الطبيعي في العالم». وأشار هايمان إلى أن «هذه المعطيات تؤمّن فرصاً استثمارية طموحة، ويجب على أي مستثمر أجنبي يتطلع إلى الوصول للأسواق الناشئة في أفريقيا، من غانا إلى سيراليون، الأخذ في الاعتبار عوامل كثيرة بما فيها عدم الاستقرار السياسي والتحولات القانونية والتشريعية في تلك المناطق». ويبحث المؤتمر في مواضيع تتعلّق بالفرص الاستثمارية في القارة الأفريقية للمستثمرين من منطقة الشرق الأوسط في مجال التنقيب عن النفط والغاز والإنتاج، وما يتصل بها من إيجابيات وسلبيات بدءاً بالتشريعات والقوانين المحلية ذات الصلة والنقص في اليد العاملة المحلية الماهرة، مروراً بالتحديات الناجمة عن تطبيقات اللامركزية المالية، إضافة إلى هواجس الأخطار الأمنية المسيطرة على أصحاب الأعمال والعاملين فيها وتأثير ذلك على جدواها الاقتصادية». وبدأت شركات نفط في الشرق الأوسط العمل على الاستفادة فعلياً من الفرص الاستثمارية المتاحة في الأسواق الناشئة في أفريقيا في قطاع النفط والغاز، حيث وقعت شركة «قطر للبترول» الدولية في وقت سابق من العام الجاري اتفاقاً مع شركة «توتال إس إي»، توفّر لها حصة زيادة بنسبة 15 في المئة في رأس المال شركة «توتال إي أند بي كونغو»، كجزء من خططها لتوسيع أعمالها وتواجدها في القارة الأفريقية على المدى البعيد. وأكد الرئيس الإقليمي لتمويل الشحن البحري لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في «ستاندرد تشارترد بنك» كنوت ماثياسن، أن قطاع سفن العمليات والإسناد في أفريقيا يشكّل «سوقاً جاذبة للمستثمرين الجدد في ظل القوانين والتشريعات المحلية الجديدة، خصوصاً في مجال الاستثمار في قطاع السفن المخصصة للمياه العميقة والاستفادة من النمو المتسارع في منطقة غرب أفريقيا». وتشهد دورة المؤتمر هذه السنة، إطلاق المنتدى العالمي لتكنولوجيا سفن العمليات في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، ضمن استراتيجية جديدة مع شركة «أرامكو السعودية»، بمشاركة نخبة خبراء دوليين سيقدمون أوراق عمل فنية للمواضيع الأبرز في الصناعة. وستُناقش ديناميكية التموضع والقدرة على تطوير النظم المسيطرة في اليوم الثاني من المؤتمر. يُذكر أن النسخة السابقة لمعرض ومؤتمر «سيتريد الشرق الأوسط» لسفن العمليات خلال عام 2011، استقطبت أكثر من 2800 مشارك، ودورة العام الحالي أكثر من 165 عارضاً حتى الآن بزيادة 23 في المئة في مساحة المعرض، إذ يوفر المؤتمر فرصة لتقديم الأعمال والتواصل مع خبراء وقادة القطاع من خلال جلسات الحوار المقررة على هامش المعرض.