شكل مكتب القائد العام للقوات المسلحة مع وزارتي الداخلية والدفاع وجهاز الاستخبارات فريق عمل لاعتقال اكثر من 90 شاباً جندهم تنظيم «القاعدة» لتنفيذ تفجيرات انتحارية، فيما اعتقلت قوات الأمن ثمانية مشتبه بتورطهم في تفجيرات مدينة الصدر الأخيرة. وأكد مصدر امني رفيع المستوى في اتصال مع «الحياة» ان «الوقف السني بالتنسيق مع أئمة المساجد التابعة له زود مكتب القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء نوري المالكي) تقارير مفصلة عن خلايا ارهابية تتخذ بعض المساجد ملاذاً آمناً لعقد الاجتماعات والاتفاقات وتوزيع المهمات». وأوضح المصدر ان «المساجد التابعة للوقف ابدت تعاونها في محاربة الإرهاب، اذ تمكن عدد من الأئمة من كشف تلك الخلايا بعد اختراقها والاطلاع على مخططاتها في استمالة الشباب لا سيما العاطلين من العمل وإغوائهم بالأموال فضلاً عن أساليب الترغيب والترهيب والوعيد وغيرها من الوسائل التي لا تنتمي إلى الدين». وأضاف: «بعد تسليم تلك التقارير إلى السلطات المختصة تم تشكيل فريق بإشراف القائد العام، من وزارتي الداخلية والدفاع وعمليات بغداد وجهاز الاستخبارات لاعتقال المطلوبين وملاحقة الفارين وتم اعتقال عدد لا بأس به سيعلن عنه في وقت لاحق وما زال العمل جارياً في البحث عن المطلوبين». إلى ذلك، اكد عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي أن «هناك معلومات من مصادر امنية عليا تشير إلى تجنيد 92 انتحارياً خلال شهر رمضان الماضي في اماكن عبادة». وأضاف، المطلبي وهو عضو في ائتلاف المالكي، أن «لجنة امنية عليا شكلت لمتابعة موضوع الانتحاريين». وزاد أن «بعض الجهات القريبة من تنظيم القاعدة في العراق تمكنت من غسل دماغ 92 شاباً وحولتهم الى انتحاريين ولسنا متأكدين من ان الانتحاريين الذين فجروا انفسهم هم الذين تم تجنيدهم». وعما إذا كان الانتحاريون متورطين بالتفجيرات الأخيرة في مدينة الصدر والأعظمية قال ان «التفجيرات الأخيرة حملت بصمات حزب البعث المنحل وليس القاعدة». وتناقل عدد من مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يعترف فيه احد المتهمين خلال التحقيق معه بعمليات تفخيخ وتفجير في بغداد بينها، ما حصل في مجلس عزاء في مدينة الصدر». ويظهر في الفيديو، شاب في العشرينات يدعى حسين كريم حطيحط الحريشاوي وهو يدلي باعترافاته في مكان غير معلوم، ويؤكد أنه اشترك مع عدد من الأشخاص بينهم أقاربه بتنفيذ آخر عملية تفجير في مجلس عزاء في مدينة الصدر. ويضيف المتهم أنه يتقاضى لقاء كل عملية بين 500 و600 دولار، مبيناً أنه يسكن منطقة الحواسم في الرشاد، شرق بغداد، ونفذ عملية تفجير اخرى في منطقة البتاويين. وشهدت بغداد، قبل ايام، تفجيراً مزدوجاً بحزام ناسف وسيارة مفخخة يقودها انتحاري في مجلس عزاء في مدينة الصدر، أسفرت عن مقتل اكثر من 64 مدنياً وإصابة 166 آخرين، وسبقها تفجير سياره مفخخة في منطقة البتاويين.