قتل ضابط في استخبارات وزارة الدفاع أمس في بغداد، وأصيب 4 بانفجار سيارة مفخخة في مرآب قرب وزارة النقل، فيما قتل أربعة من عناصر «الصحوة» في هجوم على نقطة تفتيش. وحكم على 3 أشخاص بالإعدام شنقاً بعد إدانتهم بالتخطيط لتفجير دام في بلدة تازه (جنوب كركوك) في حزيران (يونيو) الماضي. ومنح مواطن عراقي 85 ألف دولار لإبلاغه عن وجود سيارة مفخخة في بغداد، فيما اتهمت السلطات المحلية في كربلاء بعض الأهالي في المدينة بدعم تنظيم «القاعدة» عبر إيواء عناصرها وتسهيل دخولها. وأعلنت مصادر امنية عراقية ان «مسلحين مجهولين اطلقوا النار على الملازم وادي درع عطية، ضابط استخبارات في الفرقة 11 للجيش، في حي زيونة (وسط بغداد) فأردوه قتيلاً قبل ان يلوذوا بالفرار». وطوقت قوات الأمن مكان الحادث، ومنافذ المنطقة بحثاً عن الفاعلين. من جهة اخرى، اكدت المصادر اصابة اربعة اشخاص بجروح بانفجار سيارة مفخخة في مرآب نادي المهندسين في شارع فلسطين (شرق العاصمة) القريب من وزارة النقل. وأوضحت ان «المواطنين يركنون سياراتهم في المرآب بغرض انجاز معاملاتهم في الوزارة». يشار الى ان المرآب لا يبعد كثيراً عن منزل وزير الداخلية جواد البولاني في المنطقة ذاتها. الى ذلك، اصدرت محكمة عراقية أمس احكاماً بالإعدام شنقاً على ثلاثة اشخاص دينوا بالتخطيط لتفجير دام أوقع عشرات القتلى في بلدة تازه، على بعد 30 كلم جنوب كركوك، في حزيران الماضي. وأوضح مصدر قضائي ان «محكمة جنايات الرصافة اصدرت حكم الإعدام شنقاً بحق كل من عدنان جاسم علي الحمداني ووليد محمود محمد الحمداني وحواس مانع فالح الجبوري، لثبوت الأدلة على تورطهم بالتخطيط لتفجير تازة وتنفيذه». وأضاف ان «المدعي العام طالب خلال الجلسة بإنزال العقوبة القصوى بهم، اي الإعدام» مشيراً الى ان «المدانين الثلاثة ينتمون الى تنظيم القاعدة». والأحكام قابلة للتمييز ضمن مهلة شهر من صدورها. وتجمع عشرات من ذوي القتلى امام مبنى المحكمة الواقع في وسط بغداد، مطالبين بتنفيذ الإعدام. وقتل أكثر من 72 شخصاً وأصيب المئات بجروح بتفجير شاحنة مفخخة قرب احد مساجد بلدة تازة في 20 حزيران الماضي. واعتبرت تازة، التي تسكنها غالبية من التركمان الشيعة، بعد الانفجار منطقة منكوبة نظراً لحجم الدمار الهائل في الممتلكات. بدوره، قال ضابط تحقيق رفيع في مديرية الشؤون الداخلية والأمن ان «حواس الجبوري هو مسؤول الجناح العسكري في (تنظيم) دولة العراق الإسلامية في كركوك ونينوى». وأضاف «قبضنا عليه قبل نحو شهرين بناء على جهود استخباراتية ومساندة القوات الأميركية بينما كان في احدى القرى الواقعة في ضواحي الموصل (370 كلم شمال بغداد)». وتابع ان «حواس يسكن كركوك وهو العقل المدبر لتنفيذ الهجوم الدامي في تازه». الى ذلك، أمر رئيس الوزراء العراقي بمنح 85 ألف دولار لمواطن ابلغ الأجهزة الأمنية قبل يومين عن سيارة مفخخة ما ادى الى احباط تفجيرها واعتقال الانتحاري الذي كان يقودها في بغداد. وقال الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ان «رئيس الوزراء كرم المواطن الذي بلّغ عن السيارة المفخخة في منطقة حي الجامعة بمبلغ مئة مليون دينار عراقي (85 ألف دولار)». وكان عطا أعلن «اعتقال انتحاري سوري الجنسية قبل تفجير سيارته المفخخة في غرب بغداد، وفقاً لمعلومات استخباراتية وردتنا حول وجوده في احدى مناطق بغداد». بدوره، قال الناطق باسم وزارة الدفاع اللواء الركن محمد العسكري ان «مكافأة المواطن خطوة مهمة وكبيرة لتفعيل الجانب الأمني والاستخباري وتقوية اجهزتنا الأمنية وقدراتها وعلاقاتها مع ابناء شعبنا». وأضاف «نضمن سرية المعلومة وعدم الكشف عن هوية الشخص الذي يبلغ الأجهزة الأمنية»، مشيراً الى «ايعاز لجميع القوى الأمنية بالتعامل الفوري مع المعلومة التي تصل اليهم من المواطنين عن وجود مركبات مفخخة». في غضون ذلك، وجهت السلطات المحلية في كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) اتهامات مباشرة الى بعض الأهالي في المدينة بدعم تنظيم «القاعدة» عبر إيواء عناصرها وتسهيل دخولها وحركتها في المدينة ومساعدتها على تنفيذ التفجيرات التي تقوم بها. وقال قائد عمليات كربلاء الفريق الركن عثمان الغانمي في اتصال هاتفي مع «الحياة» ان «هنالك بعض الأهالي يقدمون الدعم لتنظيم القاعدة». ولم يشر الغانمي صراحة الى الطرف الذي يوجه اليه اتهامه. وأوضح الغانمي ان «الأجهزة الأمنية في كربلاء فككت خليتين إرهابيتين لتنظيم فتيان الجنة التابع للقاعدة». وأضاف ان «الخلية الأولى مكونة من 9 أشخاص من ناحية الإسكندرية تم القبض على ستة منهم اعترفوا بجرائمهم وبأنهم حاولوا الدخول الى المدينة متنكرين بزي نساء، فضلاً عن اعتقال مجموعة اخرى من التنظيم نفسه». وتابع ان «قيادة العمليات ومن خلال معلومات استخبارية ألقت القبض على انتحاري يرتدي حزاما ناسفاً حاول الدخول بين المواكب الحسينية وشخص آخر كان يقوم بزرع عبوة ناسفة في طريق هذه المواكب». ووقعت تفجيرات عدة في كربلاء منذ آب (اغسطس) الماضي، نجم معظمها عن عبوات لاصقة كانت توضع في السيارات أو في الأماكن العامة. وكانت قيادة عمليات كربلاء اتهمت «المجموعات الخاصة المدعومة من بعض دول الجوار» بالمسؤولية عن التفجيرات الأخيرة في المدينة. ونوّه الغانمي ب»جهاز الاستخبارات لإحباطه عدداً من محاولات القاعدة استهداف زوار عاشوراء، فضلاً عن تفكيك 4 خلايا تابعة لتنظيم القاعدة تتخذ من شمال كربلاء مقراً لها وتوجه أعمالها باتجاه المدينة».