قالت الحكومة اليونانية خمسة من كبار ضباط الشرطة، على خلفية تحقيقات طارئة أمرت بفتحها حول صلات مزعومة بين حزب «الفجر الذهبي» اليميني المتطرف وأجهزة الشرطة والجيش اليونانيَين. وأعلنت وزارة النظام العام اليونانية، أن رؤساء أجهزة: «قوات الشرطة الخاصة» و«الأمن الداخلي» و«الجريمة المنظمة» و«الأسلحة والمتفجرات»، إضافة إلى «كتيبة الدراجات النارية للتدخل السريع»، نُقلوا إلى مواقع أخرى، ريثما ينتهي التحقيق بشأن التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام اليونانية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي والتي أشارت إلى أن الشرطة تساعد الحزب اليميني في ممارسة أنشطة إجرامية مزعومة. وكان حزب الفجر الذهبي حصل على 7 في المئة من أصوات الناخبين خلال الانتخابات العامة التي أُجريت العام الماضي، إلا أنه يخضع حالياً لتحقيق جنائي لاتهامه بالضلوع في جريمة قتل مغني ال «راب» اليوناني المناهض للفاشية بافلوس فيساس الأسبوع الماضي. ونفى الحزب بشدة أي علاقة له باغتيال فيساس، في حين ألقت الشرطة القبض على رجل في ال45 من عمره، عرّف عن نفسه كمتطوع في «الفجر الذهبي» متهمةً إياه بالضلوع في الجريمة. وتسعى الحكومة اليونانية إلى ملاحقة أعضاء الحزب اليميني المتطرف قضائياً، استناداً إلى قانون مكافحة الإرهاب. وتصف الحكومة اليونانية «الفجر الذهبي» بحزب «النازيين الجدد» وتتهمه بالوقوف خلف الهجمات العنيفة المتزايدة التي تشنها عصابات اليمين المتطرف في الشارع ضد المهاجرين الآسيويين. وأشارت الحكومة إلى أن هدف الإجراء المتخذ أمس، بحق ضباط الشرطة هو التأكيد على الحياد التام للتحقيقات التي تجريها الشرطة في هذه القضية. وأمرت وزارة الدفاع اليونانية بفتح تحقيق خاص حول التقارير التي تحدثت عن تلقي عناصر «الفجر الذهبي» تدريباً عسكرياً غير رسمي من قبل ضباط في الخدمة الفعلية واحتياطيين تابعين للقوات الخاصة في الجيش. في المقابل، وصف زعيم «الفجر الذهبي» نيكوس ميشالولياكوس الاتهامات بشأن تلقي عناصره تدريبات شبه عسكرية والاتهامات الحكومية للحزب بالضلوع في جريمة اغتيال فيساس، ب «الأكاذيب الفظيعة». وقال: «نحن نتعرض لهجوم شامل ومقيت من نظام فاسد». وأضاف: «مطلوب مني أن أثبت أنني لست مجرماً ولا أتزعم مافيا. ولكن أسأل: هل هناك عصابة إجرامية أكبر من هؤلاء الذين في السلطة والذين قادوا البلاد إلى الإفلاس وتنازلوا عن جزء من سيادتنا الوطنية؟». يُذكر أن «الفجر الذهبي» الذي لطالما أبدى قادته في الماضي إعجابهم بالزعيم النازي أدولف هتلر ودائماً ما يتبنون علناً خطاباً عنصرياً معادياً للأجانب غير الأوروبيين، تمتع بارتفاع كبير في شعبيته خلال العامين الماضيين مع تعثر البلاد ووقوعها تحت وطأة أزمة اقتصادية كبرى.