في أول رد على ما سمي الحركة الإصلاحية في حركة «فتح» بقيادة القائد السابق للكفاح المسلح الفلسطيني العميد محمود عيسى الملقب ب «اللينو»، تداعى أمس أكثر من خمسين ضابطاً فتحاوياً يمثلون قيادة الهيئة العسكرية العليا وقادة المناطق والكتائب والوحدات العسكرية والأمنية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الجنوب والشمال وبيروت إلى عقد اجتماع في مخيم عين الحلوة برئاسة قائد الأمن الوطني اللواء صبحي أبو عرب. وخصص الاجتماع للتداول في الوضع الفلسطيني في لبنان، إضافة إلى الوضع التنظيمي داخل «فتح» على خلفية البيان الذي صدر أخيراً عن «اللينو» وحمل فيه على الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبعض قيادات «فتح» في الساحة اللبنانية متهماً إياها بالفساد والانحراف والتخلف عن متابعة مشكلات الفلسطينيين في لبنان. وعلمت «الحياة» من مصادر فلسطينية بأن بداية الاختلاف بين قيادة «فتح» في لبنان و«اللينو» كانت بسبب اتهام الأخير بأنه يقيم علاقة جيدة بالقيادي الفتحاوي السابق محمد دحلان الذي يخوض صراعاً مع عباس. وأكدت المصادر أن جليلة زوجة دحلان أخذت تتردد منذ فترة طويلة إلى عين الحلوة وتقوم بتوزيع المساعدات على اللاجئين الذين نزحوا أخيراً من سورية إلى لبنان من خلال أمين سر اللجان الشعبية أبو أياد شعلان المقرب جداً من «اللينو». ولفتت المصادر إلى أن توزيع دحلان المساعدات طرح أسئلة لدى قيادة «فتح» حول الجهة التي تقف وراء تمويلها لتوزيع «كوبونات» مالية بقيمة 150 دولاراً تتيح لحامليها شراء مواد غذائية من عدد من المخازن. وأوضحت أن «اللينو» استبق بتزعمه «الحركة الإصلاحية» القرار الذي كانت «فتح» تستعد لاتخاذه بحق أبو أياد شعلان والقاضي بفصله من «فتح» وإعفائه من كل مهماته ومناصبه. وقالت إن نشاط زوجة دحلان تمدّد في اتجاه مخيمي المية ومية في صيدا والبداوي في شمال لبنان. واعتبرت المصادر أن الاجتماع الفتحاوي الذي رعاه أبو عرب وعقد وسط حراسة أمنية مشددة من قبل عناصر من «فتح» يشكل أول الغيث في الرد على «اللينو». ومع أن أبو عرب - وفق المصادر - وضع الاجتماع الفتحاوي في خانة تحصين الوضع الفلسطيني، خصوصاً الساحة الفتحاوية، فإنه في المقابل اعتبر أن ما يكتب وينشر حول وجود «حركة إصلاحية» لا يخدم القضية الفلسطينية وإنما يخدم المتربصين ب «فتح» هذه «الحركة العملاقة» وأن هناك الأطر التنظيمية لمعالجة المشكلات الداخلية والنظر فيها ومن لديه مشكلة، في إشارة إلى «اللينو»، ما عليه إلا أن «يتفضل» ويطرحها من خلال الأطر التنظيمية. وأكد أبو عرب أنه تقرر أن يعقد هذا الاجتماع في مطلع كل شهر وسيخصص «لوضع الإخوة في الوضعين السياسيين الدولي والعربي وما يدور فيهما وتأثيرهما في القضية الفلسطينية». وتوقف أبو عرب أمام الدور الذي لعبه الرمز الفلسطيني ياسر عرفات وإخوانه في قيادتي اللجنة المركزية والمجلس الثوري ل «فتح» وقال إن هذه الأمانة تسلمها الرئيس محمود عباس الذي يولي اهتماماً خاصاً بأمن المخيمات الفلسطينية. واستقرارها في الشتات. ورأى أن «ما يجري التداول فيه عبر المواقع الإلكترونية من تشهير بعدد من رموزنا لا يخدم «فتح» ولا القضية الفلسطينية». وسأل عن المبرر للجوء البعض إلى توجيه الإهانات في البيانات التي تصدر عنه، خصوصاً أنها طاولت أخيراً الأعراض. وكان عقد في سفارة فلسطين في بيروت اجتماع لقيادة «فتح» في حضور السفير أشرف دبور خصص للتداول في الوضع الفتحاوي في ظل البيان الذي صدر عن «اللينو» ومعه عدد من الضباط في «فتح». وتقرر، وفق مصادر فلسطينية، أن يرفع تقرير في هذا الشأن إلى القيادة الفلسطينية في رام الله باعتبارها الجهة التي يعود لها النظر في هذا الخلاف. وقال القيادي في «فتح» اللواء منير المقدح الذي شارك في اجتماع سفارة فلسطين في بيروت، إنه ضد البيانات والبيانات المضادة، معتبراً أن أي انتقاد يجب أن يعالج ضمن الأطر التنظيمية لأن هذه البيانات تؤدي إلى الفتنة و «فتح» ستبقى موحدة ولن تنجر إليها. ورداً على سؤال حول عدم حضوره اجتماع ضباط «فتح» في عين الحلوة قال: «أنا غير معني تنظيمياً بهذا الاجتماع».