استمرت المواجهات بين قوات نظام الرئيس بشار الاسد ومقاتلي «الجيش الحر» في حي برزة شمال دمشق، في وقت استمر التصعيد بين مقاتلي «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) وكتائب من المعارضة المسلحة في شمال البلاد. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان اشتباكات دارت على «جبهة الحنبلي في حي برزة بعد منتصف ليل الأحد-الاثنين، بالتزامن مع سماع أصوات انفجارات في الحي يُعتقد انها ناجمة عن سقوط قذائف. كما تعرضت مناطق في حي القابون (المجاور) لقصف بقذائف الهاون من القوات النظامية»، مشيراً الى ان الطيران الحربي شن غارات على مناطق في برزة صباح أمس قبل ان تقوم قوات النظام بدهم شوارع في الحي. وفي شمال غربي البلاد، قال «المرصد» ان عدداً من المقاتلين من كتيبة محلية في «الجيش الحر» قتلوا في اشتباكات مع «الدولة الإسلامية» في محيط بلدة حزانو التي تبعد كيلومترات عدة من معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا، وذلك إثر محاولة الدولة الاسلامية اعتقال مطلوبين اثنين لها من بلدة حزانو. ولقي خلال هذه الاشتباكات 13 مقاتلاً من الدولة الاسلامية بينهم القيادي الليبي أسامة العبيدي المعروف باسم «ابو عبد الله الليبي». ووفق بيان نعيه، فإن «ابو عبد الله» قاتل في العراق بعد العام 2003 واعتقل لدى السلطات السورية التي سلمته الى نظام معمر القذافي حيث سجن لنحو ثلاث سنوات. وكان بين الذين انضموا لقتال قوات الاسد في الاشهر الاخيرة، وساهم في تدريب مقاتلين سوريين. وبحسب شهود محليين، فإن عناصر «داعش» اقاموا حواجز في محيط حزانو بعد سيطرتهم على قرية باتبو في ريف حلب. كما سجلت تجاوزات قام بها مقاتلو «داعش» في جبل الزاوية في ريف ادلب. واشتدت اخيراً الاشتباكات بين ألوية «الدولة الاسلامية» و «جبهة النصرة» من جانب ومقاتلين أكثر اعتدالاً من المعارضة السورية لكنهم أقل فاعلية من جانب آخر، خصوصاً في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة على طول الحدود الشمالية والشرقية لسورية. واندلعت اول امس مواجهات بين «داعش» و «النصرة» في شمال شرقي البلاد. وأضر هذا الاقتتال الداخلي بالحملة العسكرية لقوات المعارضة التي تحارب للاطاحة بالرئيس بشار الاسد. وأثار تنامي نفوذ المقاتلين الاسلاميين المتشددين وتشرذم قوات المعارضة قلق القوى الغربية من التدخل بشكل مباشر وتسليح المعارضة. واتهم «لواء عاصفة الشمال» اول من أمس «الدولة الاسلامية» بانتهاك هدنة لوقف الاقتتال في اعزاز. وقالت مصادر ان مقاتلي «لواء التوحيد» عقدوا اجتماعاً لبحث عدم التزام «داعش» بنود الاتفاق واطلاق سراح المعتقلين لديها. واتفقوا مع ممثلي «احرار الشام» و «النصرة» للعمل على تنسيق المواقف لمنع التصعيد. في المقابل، شنت «الدولة الاسلامية» هجوماً على «لواء عاصفة الشمال». وقالت في بيان ان مقاتليها «طهروا» مدينة اعزاز من «لواء عاصفة الشمال». واتهمته ب «تأمين هروب الجيش الاسدي والدبابات التي تقصف المدنيين في مطار منغ، والدعوة الى الحكم بغير ما أنزل الله من طريق الديموقراطية على مواقعهم على الانترنت، واستقبال السناتور الاميركي جون ماكين، وموالاتهم الاستخبارات الالمانية والاميركية»، اضافة الى «تضييق الخناق على اهلنا في معبر السلامة». وقالت ان «باب التوبة مفتوح» وإلا فان «مقاتلي الدولة الاسلامية سيستأصلون شأفتهم». الى ذلك، قال «المرصد» ان «الدولة الاسلامية» اطلقت ضابطاً اسيراً من اتباع الديانة المسيحية كان مديراً لناحية المنصورة في الرقة في شمال شرقي سورية، وذلك بعد «إشهار إسلامه» بحسب نشطاء من المنطقة، في وقت فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في مدينة الطبقة وشن غارتين على المدينة. إتهام بريطانييْن بزيارة «معسكر تدريب إرهابيين» لندن - أ ف ب - مثل شقيقان بريطانيان أمس أمام محكمة في لندن بسبب ذهابهما الى معسكر ل «تدريب الارهابيين» في سورية وحيازة أسلحة. وأوقف محمد حسين نواز (29 عاماً) وحمزة نواز (22 عاماً) في 16 الشهر الماضي في ميناء دوفر في جنوب انكلترا بعد قدومهما من كاليه في شمال فرنسا. وأعلنت الشرطة عن العثور بحوزتهما على رصاص يمكن استخدامه في سلاح من طراز كلاشنيكوف. واضافت ان النشاطات التي اتهم بها الشقيقان جرت في سورية، وهي حيازة اسلحة غير مرخصة و»زيارة مكان يستخدم للتدريب على الارهاب». كما يلاحق محمد حسين نواز بتهمة حيازة كومبيوتر «يحوي معلومات يمكن ان يستخدمها شخص يرتكب أو يعد عملاً ارهابياً». ويشتبه في توجه الرجلين من ستراتفورد في ضاحية لندن الى كاليه الفرنسية ثم اخذ طائرة من ليون في وسط فرنسا الى تركيا قبل دخول سورية. واكد الشقيقان امام محكمة وستمينستر أمس هويتيهما فحسب. وقرر القضاء ابقاءهما قيد التوقيف الاحترازي حتى 21 الشهر المقبل موعد مثولهما امام المحكمة مجدداً. وكانت الشرطة البريطانية شددت في الاشهر الاخيرة مراقبة تحركات بريطانيين يشتبه في انهم «جهاديون» ضالعون في النزاع السوري. السجن لخمسة أردنيين حاولوا الالتحاق ب «النصرة» عمان - أ ف ب - أصدرت محكمة أمن الدولة في الأردن امس حكماً بالسجن خمسة أعوام على خمسة «جهاديين» أردنيين حاولوا التسلل إلى سورية العام الماضي للانضمام إلى «جبهة النصرة» التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد. وقال مصدر قضائي اردني لوكالة «فرانس برس» أن «المحكمة أصدرت حكماً بالسجن خمسة أعوام على خمسة أردنيين من التيار السلفي الجهادي كانوا أوقفوا في شباط (فبراير) 2012 لدى محاولتهم التسلل إلى سورية للالتحاق بمقاتلي جبهة النصرة». وأضاف أن «المحكمة دانت هؤلاء بتهمتي حيازة رشاشات كلاشنيكوف من دون ترخيص قانوني بقصد استعماله على وجه غير مشروع، والقيام بأعمال لم تجزها الحكومة من شأنها تعكير صفو العلاقات وتعريض المملكة لخطر القيام بأعمال عدائية وانتقامية». وأشار المصدر إلى أن «المدانين ضبطوا أثناء محاولتهم التسلل إلى سورية العام الماضي عبر الحدود الشمالية للمملكة وبحوزتهم بنادق كلاشنيكوف لينضموا إلى جبهة النصرة للقتال ضد نظام الأسد». وكانت المحكمة ذاتها أصدرت الأربعاء الماضي حكماً بالسجن عامين ونصف العام على ستة «جهاديين» أردنيين حاولوا التسلل إلى سورية نهاية العام الماضي للالتحاق أيضاً ب «النصرة». كما أصدرت الاثنين الماضي حكماً بالسجن لعامين ونصف العام بحق اردني قاتل في صفوف «النصرة» في سورية وألقي القبض عليه لدى عودته إلى المملكة. ووفق قياديي التيار السلفي في الأردن فإن المئات من أنصار التيار يقاتلون ضمن صفوف «النصرة» في سورية. وشدد الأردن، الذي يقول انه يستضيف نحو 500 ألف لاجئ سوري منذ اندلاع الأزمة السورية بداية 2011 إجراءاته على حدوده واعتقل وسجن عشرات «الجهاديين» لمحاولتهم التسلل إلى الأراضي السورية للقتال هناك. ورفضت المملكة غير مرة اتهام دمشق لها بالسماح ل «الجهاديين» بعبور حدودها للقتال إلى جانب المعارضة المسلحة في سورية. وكان مجلس الأمن أضاف في 31 أيار (مايو) الماضي «النصرة» إلى لائحة المنظمات التي يعتبرها «إرهابية» والتي تفرض عقوبات عليها لعلاقتها بتنظيم «القاعدة».