المسجد الحرام والمسجد النبوي أكثر المواقع التي شهدت نقلات تطورية وتوسعية كبرى في السعودية، إذ تولى اهتماماً كبيراً من القيادات السيادية، كونها محط أنظار المسلمين في شتى بقاع العالم، ولا تكاد عمليات التوسعة في الحرمين الشريفين تتوقف منذ أكثر من 5 عقود، انتهاءً بواحدة من أكبر التوسعات على مر التاريخ تشهدها المنطقة خلال العهد الحالي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. مشروع توسعة المسعى أول المشاريع التي شهدها المسجد الحرام خلال الأعوام الأخيرة، إذ بدأ العمل فيه بتاريخ 21-1-1428 (9-2-2007)، واستطاع هذا المشروع زيادة الطاقة الاستيعابية في المسعى، والعناية بحركة سير المعتمرين داخل المسعى. وتبلغ مساحة الدور الواحد في المسعى الجديد 18 ألف متر مربع، وإجمالي مساحة المسعى 87 ألف متر مربع، ليستوعب 118 ألف شخص في الساعة، مجهزاً بالخدمات الحيوية مثل تكييف جميع أدوار المسعى وتركيب سقف الهرولة الخشبي المزود بإضاءة. توالت المشاريع على المسجد الحرام، إذ بعد مشروع المسعى بدأ مشروع توسعة المسجد الحرام والساحات الشمالية، وذلك في عام 2010، ولا تزال آليات البناء تعمل جاهدة لإنجازها بشكل دقيق وعلى أفضل وجه ممكن. خلال هذه العمليات الضخمة من التوسعة تم تأمين أعداد كثيرة من المداخل الرئيسة والثانوية والفرعية، وذلك لتتناسب مع الأعداد المتوقعة للمصلين، كما وفّر داخل مبنى التوسعة صالات للصلاة تتسع لنحو 300 ألف مصلٍّ، وتوفير ساحات صلاة خارجية تتسع لنحو 314 ألف مصل. وستصل الطاقة الاستيعابية لمشروع التوسعة إلى أكثر من 70 ألف مصلٍّ، ما يعادل العدد الحالي الذي يستوعبه الحرم المكي. خدمة ضيوف الرحمن وأمنهم وأمانهم، وإتمام مناسكهم بكل يسر وسهولة، هدف تسعى إليه جل جهات القطاعات الحكومية والخاصة، وذلك من خلال توجيهات القيادة الرشيدة، لتستمر منظومة الأعمال التوسعية في الحرم المكي، لينطلق مشروع الملك عبدالله لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف في 15-11-2012، وحددت له ثلاث مراحل كل مرحلة تستغرق عاماً كاملاً. وتهدف التوسعة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية في الحرم الشريف للطائفين، والعناية بحركة الحشود وتشتيت الكتل البشرية داخل الحرم، وتوفير مسارات محددة منفصلة لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن مع تطوير نظام آلي لحمايتهم. الخدمات النوعية لزوار بيت الله كان لها نصيب كبير من عمليات التوسعة، منها تلطيف هواء المطاف، وتظليل صحن المطاف وسطح الحرم، وإيجاد نظام متكامل للخدمات في التوسعة، أما ذوو الاحتياجات الخاصة وكبار السن ومستخدمو العربات فخصص لهم مطاف في حلقة دائرية بجانب الرواق القديم، ويبلغ عرضه 12 متراً، وبعد انتهاء المشروع بمراحله الثلاث، يتوقع للمطاف أن يستوعب 105 آلاف طائف في الساعة الواحدة. لا ينفك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من توجيه الجهات المعنية بالعمل على المشاريع التوسعية للحرمين الشريفين، رغبة منه في خدمة زوار بيت الله على أفضل وجه ممكن، إذ وجّه بالعمل على تنفيذ مشروع توسعة الحرم النبوي، وهو أكبر مشروع توسعة يشهده المسجد النبوي الشريف، ليستوعب 2.8 مليون مصلٍّ. وسينفذ المشروع على ثلاث مراحل، تتسع المرحلة الأولى منها لما يتجاوز 800 ألف مصلٍّ، وستتم توسعة الساحتين الشرقية والغربية للحرم، بحيث تستوعب كل منهما 800 ألف مصلٍّ. الرئاسة العامة للمسجد الحرام والمسجد النبوي كانت حاضرة في مشاريع التوسعة من الجانب الإشرافي، إذ تعمل جاهدة لتكون في مستوى تطلعات الدولة التي تهدف إلى خدمة أعداد الحجاج والمعتمرين المتزايدة، إذ نظمت الرئاسة ورش عمل متعددة مع الجهات ذات العلاقة، كما تنفّذ الرئاسة جولات متعددة على مشاريع التوسعة لتفقد سير أعمال تنفيذ المشاريع، والتأكد من إنجازها بإتقان ودقة عالية.