تواصل أسرة مقيمة البحث عن ابنها المفقود منذ 40 يوماً، بمساندة الأجهزة الأمنية. وأبدت الأسرة مخاوفها على ابنها صالح الهلالي (17 سنة)؛ لكونه يعاني من «ظروف صحية». واختفى صالح عن منزل أسرته ثاني أيام عيد الفطر الماضي. وتخشى الأسرة أن يكون تعرض إلى «الاختطاف». وسرد والده محسين الهلالي، ل «الحياة» قصة فقدان ابنه، قائلاً: « ثاني أيام عيد الفطر الماضي، توجه صالح إلى المسجد كعادته، لأداء صلاة المغرب. وكنا مشغولين بزيارة الأقارب، وتبادل التهاني بالعيد. وعند موعد صلاة العشاء، فقدت أم صالح ابنها. لأنها تشعر بالخوف الدائم عليه لكونه ضعيف البصر، ونسبة بصره لا تتجاوز 10 في المئة. فيما يقع المسجد مقابل منزلنا، ولا يبعد عنه كثيراً. إلا أن عدم عودة صالح أثارت دهشتنا فدخلنا في دوامة البحث عنه». ولم يقف الأب مكتوف الأيدي حيال فقدان ابنه، الذي يدرس في مدرسة المعتصم بالله الثانوية في مدينة العمال في الدمام، إذ بادر إلى إبلاغ الجهات الأمنية التي حققت في حادثة فقدان الشاب. كما نشر إعلانات عن اختفاء ابنه في مواقع الإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي، وفي المجمعات التجارية، حول اختفاء ابنه. فيما ناشد والده أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، بالتدخل، وطلب تدخل جهات أمنية أخرى، للبحث عن صالح، «فربما يكون تعرض لاختطاف من قبل مجهول»، بحسب قول الأب. وأضاف الهلالي، «لا أعتقد أن ابني ضاع في الطرقات، ولا زال يمشي في الشوارع هائماً على وجهه فهو عاقل ويعي تصرفاته تماماً. كما أنه يملك القدرة على التواصل مع الآخرين، وهو يحفظ أرقام هواتف العائلة، وأعتقد أنه تم اختطافه، وكثيراً ما يساورني الشك بأنه يتعرض إلى الخطر فقد يستغل أناسٌ وضعه الصحي في أهداف غير أخلاقية، أو التسول، أو ما شابه ذلك». وأردف أن «كل ذلك وارد لدي؛ لذا أتواصل مع شرطة المنطقة الشرقية يومياً، وأبلغها بأي اتصال أتلقاه من أشخاص يدّعون رؤيتهم لابني، إلا أن النتيجة تكون أن المعني شخص آخر يشبه صالح»، مضيفاً «تردني اتصالات من أشخاص، يدّعون مشاهدة صالح في شوارع أو عند المصارف، فنطلب من المصرف الذي ذكروه، مشاهدة أشرطة التصوير لكاميراته، ونحصل على نتيجة غير إيجابية». وتابع الأب حديثه وسط موجة حزن تنتابه، إلا أن «بصيص أمل» يحيط به، «أخشى كثيراً أن يكون توفى أو ما شابه ذلك، فالهواجس تنتابني ووالدته ليل لنهار، ولم نجد حلاً لإيقاف الأفكار السلبية، حول ضياع صالح». وحول إمكانية هروب الابن من المنزل، وعلاقته بالأسرة، قال الأب: «لا نعاني من أي مشكلات أسرية مثل العنف أو ما شابه ذلك، ومن لديه شكوك بذلك؛ يتوجه إلى مدرسة صالح، ويسأل عنه، إذ تم قبوله في فئة الدمج في مدرسة ثانوية للطلبة العاديين، لأنه لا يعاني من إعاقة، أو مشكلات في التفكير والسلوك، فهو شاب متزن، وأفراد العائلة يحبونه، لدرجة أن والدي لا يسميه إلا «عمدة المنزل»، وهو يعيش حالة من الحزن الدائم على صالح، حتى ظهرت عليه علامات المرض». وأقرّ الأب بأن ابنه «عانى من مشكلات نفسية»، وصفها ب «البسيطة»، موضحاً أنه «في الفترة الأخيرة كان يشعر بالعصبية والخوف، والتخيلات بأن هناك أشخاصاً يتحدثون عنه، وكنا نحاول امتصاص غضبه قدر الإمكان لأنه في فترة المراهقة، إلا أن ذلك لا يعني أنه خرج من المنزل، أو هرب فهذه أمور عادية. ومع ذلك قمنا بعلاجه في برج الدمام الطبي. وأجريت له صورة مقطعية للدماغ، واتضح أنه سليم عقلياً، ولم تتجاوز مدة العلاج ثلاثة أشهر، وبعدها فقدنا الشاب». وفي المقابل أكدت مصادر في شرطة المنطقة الشرقية، ل «الحياة»، أن «الشاب يعاني من مشكلات نفسية»، مستدركة أن «عمليات البحث عنه تتواصل بالتنسيق مع جهات وقطاعات مختلفة».