لسنا وحدنا الذين عانينا في تصفيات كأس العالم، وإن كنا على مستوى قارة آسيا نحن الأفضل «تصنيفاً» بعد اليابان كما جاء في تقرير الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء. هذا على مستوى التقارير، أما على أرض الواقع فإن الأخضر السعودي لم يفز ببطولة آسيا منذ آخر كأس لآسيا فاز بها في دولة الإمارات العام 1996، لكنه لم يغب عن نهائيات كأس العالم منذ مونديال أميركا وحتى المونديال الأخير في ألمانيا. أكتب قبل لقاء الأمس الحاسم أمام البحرين بساعات، وأتمنى أن يكون منتخبنا قد تجاوز الأحمر البحريني، وإن حصل ذلك فهذا ما نتمناه، مع أننا لا يجب أن نغفل أو ننسى الأخطاء التي وضعتنا في هذا المأزق. أما إذا آلت النتيجة إلى الأشقاء البحرينيين، فسنتحول جميعاً إلى المدرج البحريني، وسنهتف ونقف مع زملاء سالمين حتى يصل الأحمر إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى. تخيلوا معي أن كأس العالم المقبلة ستكون من دون الأرجنتين، ما يعني أننا سنفقد أحد أجمل وأبرز من أنجبتهم كرة القدم، النجم المذهل - ليونيل ميسي، وزميله كارلوس تيفيز، وغيرهما من نجوم «التانغو». ربما يحدث ذلك، فالأرجنتين إحدى القوى العظمى في عالم الكرة، تواجه في تصفيات كأس العالم الحالية موقفاً صعباً لا تحسد عليه، قد يضعها خارج مونديال جنوب أفريقيا المقبل. وقد تدفع الأرجنتين الثمن باهظاً، لأنها جاملت الأسطورة مارادونا وعيّنته مدرباً للمنتخب، وهو الذي لا يمكن أن يكون شيئاً آخر غير كونه لاعباً لم تنجب كرة القدم مثله على الإطلاق. ولو كان النجوم ومشاهير كرة القدم «كلهم» يصلحون أن يكونوا مدربين، لأصبح أحد أهم من أنجبتهم البرازيل في تاريخها الكروي - بيليه - مدرباً في ما بعد، ولكنه لم يفعل، ولم يقدم على هذه الخطوة. أذكر وتذكرون جميعاً ماذا فعل مارادونا في منتخب إنكلترا في كأس العالم في المكسيك العام 1986، وكيف قاد منتخب بلاده إلى الفوز بكأس العالم، في حدث لن ينساه العالم، كان عبارة عن ولادة نجم، وميلاد دولة. لكن مارادونا المدرب يقود منتخب الأرجنتين إلى المجهول، على رغم وجود نجوم كبار صنعوا الفارق في أندية أوروبا، بل إن نجماً مثل - ميسي - مطلوب منه أن يهدي للأرجنتين كأس العالم، وإذا لم يفعل ذلك الآن، فمتى؟ أعجبتني عبارة قالها مدرب البرازيل، اللاعب السابق دونغا بعد فوز فريقه على الأرجنتين وضمانه التأهل إلى النهائيات المقبلة: «إذا أخذت البرازيل 11 صبياً من الشارع وجعلتهم منتخبها الوطني، فستظل مرشحة للفوز بكأس العالم»! نعم، «من قدك ياعم؟»، فإن قلنا إنها «ثقة» فهي كذلك، لأنك تملك كاكا ورفاقه، وإن قلنا إنه «غرور»، فمن الذي يحق له أن يكون مغروراً غير البرازيل..؟! [email protected]