قالت الحكومة الأميركية أمس الأربعاء، إنها ألغت -بناءً على طلب كوريا الجنوبية- العمل التمهيدي لوحدة أميركية تابعة لشركة "بي أي إي سيستمز" البريطانية لتطوير 134 طائرة "أف-16" بسبب ارتفاع السعر المتوقع لصفقة السلاح وهو 1.7 بليون دولار. وتمهد هذه الخطوة غير المعتادة التي أعلنتها وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الطريق لأن تبرم كوريا الجنوبية اتفاقاً مماثلاً لتطوير الطائرات مع شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية المصنعة الأصلية لطائرات "أف-16". وقالت مصادر مطّلعة، إن المحادثات التمهيدية بين كوريا الجنوبية و"لوكهيد مارتن" ستبدأ اليوم الخميس. ويثير قرار سيول علامات استفهام حول قدرة شركات مثل "بي أي إي" -وهي ليست المصنعة الأصلية- على المنافسة في سوق تطوير آلاف الطائرات من طراز "أف-16" المستخدمة في شتى أنحاء العالم. وكانت شركة "بي أي إي" أول شركة غير مصنعة في الأصل تفوز بعقد لتطوير طائرات "أف-16". وأعلنت كوريا الجنوبية في تشرين الأول (أكتوبر) أنها قد تلغي هذا المشروع وتحصل على اتفاق مختلف بعد أن أخطرها سلاح الجو الأميركي أن التكلفة المتوقعة للصفقة وهي 1.75 تريليون وون (1.7 بليون دولار) يمكن أن تزيد 800 بليون وون. وقالت شركة "بي أي إي" إنها علمت بقرار سول أمس الأربعاء وستدرس الآن متى سترسل إخطارات الاستغناء لما يصل إلى 205 موظفين متضررين. وأوقف سلاح الجو الأميركي بالفعل بعض الأعمال في المشروع الأسبوع الماضي. وقال مسؤولون أميركيون إن سلاح الجو رفع التكلفة المتوقعة بعد أن رأت الحكومة الأميركية أن حساسية المعدات تحتم عدم إجراء مفاوضات التعاقد بين الشركة البريطانية وسول كصفقة تجارية مباشرة وأنه يجب التعامل معها كصفقة خارجية للسلاح تتم بين الحكومات. وصرّح مسؤولون أميركيون بأن كوريا الجنوبية أخطرت واشنطن برغبتها في إلغاء الاتفاق يوم 29 تشرين الأول. وذكروا أن سيول ستدفع رسوماً "كبيرة" لفسخها العقد. وقال الأميرال جو ريكسي الذي يرأس وكالة التعاون الأمني التابعة للبنتاغون إن كوريا الجنوبية ستظل حليفة مهمة وذات قيمة كمستورد أجنبي للسلاح. وقال مسؤولون أميركيون إن المحادثات لم تبدأ بعد مع مورد بديل وإن الأمر قد يستغرق ما بين أربعة وستة أشهر للتوصل إلى أي اتفاق وإخطار الكونغرس. وتقول شركة "لوكهيد" إنها المؤهلة بوصفها جهة التصنيع والتصميم الأصلية لتقديم "الأفضل" لمن يريدون تطوير طائرات "أف-16".