يقول الخبر المثير جداً للجدل: «أظهر التقرير السنوي لمصلحة الزكاة والدخل أنها وفرت لخزانة الدولة ما يزيد على 776 بليون ريال خلال العام المالي 1432ه - 1433ه، مشيراً إلى أن ذلك جاء تحصيلاً لضرائب شركات النفط وزكاة عروض التجارة وضرائب الاستقطاع والغرامات. وأوضح التقرير أن مجموع ما تم تحصيله كضرائب على شركات النفط بلغ 752 بليوناً و33 مليوناً، وأن ما تم تحصيله من الشركات والمؤسسات غير النفطية - بما فيها ضريبة الاستقطاع والغرامات والإيرادات الأخرى - بلغ 12,65 بليون ريال، فيما تجاوزت إيرادات عروض التجارة 11 بليون ريال، وهذا المبلغ تم إيداعه لدى مؤسسة النقد، لتسهم مع الإيرادات الأخرى في تغطية النفقات العامة، لقاء الخدمات العديدة التي تقدمها الدولة للمواطنين والمقيمين». سال لعاب الكثيرين وسالت أودية أسئلتهم عن ضخامة الرقم، واحتمال أن يكون هناك خطأ مطبعي. وحتى صباح أمس - أي بعد يومين من الخبر - لم يصحح أحد الخبر مما يجعلنا نعتبره صحيحاً، والأهم ربما كان مفتاحاً انتظره الناس، الناس غير المتخصصين في الاقتصاد والنفط والمحاسبة ليفهموا بعضاً من ملامح إدارة الدخل وحسابات الموازنة في بلادهم. الغالبية في أحاديث المجالس توقعوا أن هذا دخل إضافي على دخل النفط، ويبدو أن ذلك غير ممكن عملياً، والبعض اعتبر أن الضرائب على شركات النفط والطاقة لا يمكن أن تشمل «أرامكو»، كونها شركة سعودية! هنا اتجهت للبحث قليلاً عن نظام الضرائب، فوجدته ينص في مادته السابعة على: «أ- سعر الضريبة على الوعاء الضريبي هو 20 في المئة (20%) لكل من: شركة الأموال المقيمة، الشخص الطبيعي المقيم غير السعودي الذي يمارس النشاط، الشخص غير المقيم نتيجة لنشاط يمارسه في المملكة من خلال منشأة دائمة. ب- سعر الضريبة على الوعاء الضريبي للمكلف الذي يعمل في مجال استثمار الغاز الطبيعي فقط هو 30 في المئة (30 %). ج- سعر الضريبة على الوعاء الضريبي للمكلف الذي يعمل في إنتاج الزيت والمواد الهيدروكاربونية هو 85 في المئة (85 %)». حسناً، هذا يعني أحد أمرين: إما أنه دخل إضافي وهنا ستكبر الأسئلة، أو أنها ضرائب شملت شركة «أرامكو»، فكيف تشملها وهي شركة سعودية؟ هل هناك تنظيم حسابي خاص على اعتبار أن «سمننا في دقيقنا»، أم أن هناك اعتبارات دولية لا نعلمها. الغريب وربما الأهم هو كيف تحقق مصلحة الزكاة والدخل هذا الرقم في أحد الأعوام، بينما الأعوام الماضية كان دخلها بعشرات البلايين فقط، هل أضيفت الضرائب لاحقاً، أم كانت من «المسكوت عليه»؟ أعتقد أن الناس يحتاجون إلى إيضاح بلغتهم وليس بلغة المحاسبة، فإذا أصدرت بياناً صحافياً بالإنجاز فعليك الإجابة عن كل ما يتعلق به، خصوصاً وأن القضية تأخذ أبعاداً ليست حسنة عند العامة الذين يرتفع سقف أحلامهم وتوقعاتهم ويزداد انتقادهم للسياسات المالية الحكومية. [email protected] @mohamdalyami