اتفق خبراء ومسؤولون تنفيذيون على أن مستقبل المصارف في المنطقة العربية بات مربوطاً بالتقنيات الحديثة، مثل الحوسبة السحابية والحوسبة الذاكرية والحلول النقالة، في وقت توقعت دراسة لشركة «سيلينت» أن يصل إنفاق المصارف على تقنية المعلومات هذه السنة إلى نحو 180 بليون دولار، ونحو 26 بليوناً بحلول عام 2015. وكان خبراء يتحدثون خلال مؤتمر ومعرض «سايبوس» في دبي والذي يعقد للمرة الأولى في الشرق الأوسط، بمشاركة أكثر من سبعة آلاف شخص من كبار التنفيذيين وأصحاب الخبرة في مجالات مصرفية، أبرزها تمويل التجارة وإدارة النقد والأوراق المالية وطرق الدفع. ويناقش المؤتمر على مدى أربعة أيام التحديات التي تواجه نمو القطاع المصرفي والمالي في المجالات التقنية والتشريعية. ودعمت تقديرات الخبراء دراسة استطلاعية حديثة أعدتها «برايس ووترهاوس كوبرز» واستهدفت المديرين التنفيذيين في قطاع الخدمات المالية، إذ أكد 71 في المئة منهم أنهم سيزيدون استثماراتهم في الحوسبة السحابية هذه السنة، مقارنة ب18 في المئة فقط العام الماضي. وأكد الرئيس العالمي لقطاع الخدمات المالية لدى مؤسسة «إس إيه بي»، وس وينرايت، أن «المصارف في المنطقة تحتاج إلى التعرف الى الإمكانات الهائلة التي تتيحها التقنيات المبتكرة، على اعتبار أن الضبابية التي تلف التعاملات والرقابة المالية والافتقار إلى المرونة ونقاط الفشل المتعددة والبنية التحتية المعقدة والتكاليف الكبيرة للصيانة والخبرة، يجب أن توضع في اعتبار القطاع المصرفي في المنطقة». وجاء تصريح وينرايت في وقت بدأت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تأخذ تقنيات الحوسبة السحابية بالاعتبار أكثر من أي وقت مضى. وتوقعت مؤسسة «غارتنر» أن تواجه المنطقة واحداً من أعلى معدلات النمو العالمية للخدمات السحابية العامة، بزيادة سنوية نسبتها 24.5 في المئة بين عامي 2012 و2013. ويُرجح أن تشهد سوق دولة الإمارات تحديداً نشاطاً ملحوظاً في هذا الصدد، في ضوء توقعات شركة «آي دي سي» بأن تحقق الإمارات نمواً سنوياً مركباً نسبته 43.7 في المئة حتى عام 2016. وأضاف وينرايت: «يحتاج مسؤولو الخزينة في الشركات والمؤسسات إلى طرق أسرع وأبسط ليتواصلوا مع شركائهم في قطاع المصارف، ما يتيح لهم رؤية شاملة للوضع المالي لمؤسساتهم، ونفاذاً دائماً إلى كل معلوماتهم المصرفية، وذلك يتحقق بسهولة من خلال تبني المصارف تقنيات الحوسبة السحابية». وأشار إلى أن «خدمة واحدة من هذا النوع يمكن أن تحقق التواصل المنشود بين مسؤولي الخزينة في المؤسسات والمصارف التي يتعاملون معها». وأوضح أن «هذه الخدمة تتيح إمكانات كبيرة منها مشاركة البيانات الخاصة بكل ما يتعلق بنظام المدفوعات، وحال الدفعات، والبيانات المصرفية، إضافة إلى أتمتة عمليات التحصيل، والتسويات المالية، وتحديث نظام الأقساط، والتقارير المالية، فضلاً عن عمليات مالية رئيسة على منصة مشتركة». واعتبر المدير التنفيذي لشركة «إس إيه بي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» سامر الخراط، أن «العمل المصرفي يخضع إلى تحول هائل وسريع، ومستقبله في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيتأثر بقوة التقنية وسينقاد بها». ولفت إلى أن «قوى السوق ومطالب الزبائن ستدفع المصارف على نحو متزايد إلى تضمين أعمالها التقنيات المتصلة بكل من السحابة، والأنظمة المتنقلة، والأنظمة التحليلية والتطبيقات وقواعد البيانات».