حسناً فعلوا بإغلاق الأبواب على أجهزة المسجد السمعية، لخطورة وصولها إلى أيدي محبيها وما أكثرهم، فعشرات بل المئات - من مريدي الصلاة - يودون فحص تلك اللاقطات والتحدث من خلالها، والتعبير عن آرائهم ورفع الأذان وربما قراءة القرآن أو إلقاء خطبةٍ عصماء على المصلين! وأذكر أنه في دولةٍ عربية يقوم المؤذنون فيها بقراءة بعض الابتهالات والأدعية قبيل صلاة الفجر، تمكن ثملٌ من الدخول إلى المسجد قبيل الصلاة مستلاً خنجره ومهدداً به المؤذن أن يغني له أغنيةً سيئةً وإلا سيقوم بنحره كنحر الخراف! لم يجد المؤذن المسكين بداً فرفع عقيرته بالغناء تحت تهديد الخنجر البارد! وإذا عدم الإنسان - من هؤلاء - حيلةً في إيصال حجته ورفع عقيرته عبر اللاقطة فلا أقل من استخدامه حنجرته الذهبية! إذ تسبب مريض نفسي بالمدينة النبوية مساء أمسٍ الأول في تفطير عددٍ من الصائمين مبكراً، عندما قام بصعود سطح منزل ذويه، ورفع الأذان قبيل غروب الشمس ب 5 دقائق. وبالرغم من معارضة البعض هذا الموعد إلاَّ أن الآخرين استسلموا لبطونهم، وقاموا بالإفطار بعد سماع أذان المريض النفسي، وكان سكان أحد الأحياء الشرقية بالمدينة ينتظر موعد الأذان لتناول الإفطار عندما اعتلى المريض - في الثلاثين من عمره - السطح، ورفع الأذان مستخدماً أنبوبةً بلاستيكية لتضخيم صوته وتكبيره، إذ اعتقد السكان المجاورين بأنه أذان المغرب قبل أن يتبين لهم أن هذا الأذان ما هو إلاَّ أذان زائف رفعه هذا المريض! أما الحادثة الأخرى فهي أقل شأناً من هذه، وإن كانت لا تنفي حساسية رفع الصوت بالأذان خطأً، إذ استيقظ مؤذن من نومه الثقيل ظهراً، وتوجه إلى المسجد كي يرفع الأذان، وحينما أذن للصلاة ثوّب قبل أن يختم أذانه بقوله: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم! البوكس [email protected]