شكل مستشفى بقيق العام، لجنة للتحقق من اتهام والد طفل، لطبيب يعمل في مستشفى، بارتكاب «خطأ طبي»، تمثل في خياطة شفة ابنه المصاب، وبداخلها «سن مكسور». وكان الطفل سالم تركي القحطاني (13 سنة) المصاب بمرض «الهيموفيليا» المزمن، تعرض إلى حادثة، ما أدى إلى إصابته بجرح، في منطقة الفم. ما استدعى خياطة الجرح. بيد أن طبيباً في مستشفى بقيق، خاط الجرح وفي داخله السن المكسور. وقال والد الطفل «: «سقط ابني تركي، الذي يعاني من عدم تخثر الدم، منذ ولادته، من دراجته الهوائية. وأصيب بجرح عميق في الشفة السفلية، وكسر في السن الأمامي. وحاولنا معالجته في المنزل. لاعتقادنا أنه مجرد جرح بسيط. ولكن في اليوم التالي نقلنا الطفل إلى المستشفى. بعد أن لاحظنا نزيفاً في الدم»، مضيفاً «أخبرت الطبيب أن طفلي مصاب بمرض «الهيموفيليا»، ويعطى حقن بصفة منتظمة ومستمرة مدى الحياة. وقرر الطبيب إجراء خياطة بغرزتين». وذكر الأب، أن «الطبيب اكتشف بعد الانتهاء من الخياطة، أنه أخطأ، في تحديد مكان النزيف، وقرر إجراء الخياطة مرة أخرى، إلا أن نزيف الدم لم يتوقف. فاقترحت عليه إعطاء الطفل ما يوقف النزيف. ورفض في البداية. ولكن بعد مشاورة اختصاصي، أعطاه الدواء. ولكن النزيف لم يتوقف، بل ازداد بدرجة غير طبيعية، وتحديداً من مكان الغرزتين. وساءت حال الطفل. ولم يستطع الأكل والشرب. وذهبنا إلى المستشفى ذاته. وأعطوا الطفل المغذي، ولكن الوضع لم يتحسن. وجرى تنويمه في اليوم التالي. وبقي يومين». وفي اليوم الثالث، اكتشف المستشفى، أن «السن المكسور خرج من شفة طفلي من تحت الخياطة، محدثاً فتحة في الشفة على مقاس كسرة السن. ما يعني أن قطعة السن المكسورة بقيت في داخل الجسم لمدة 6 أيام». بدوره، قال مدير مستشفى بقيق العام والمراكز الصحية في قطاع بقيق محمد الداموكي، في تصريح إلى «الحياة»: «شكل المستشفى لجنة طبية، للنظر في حال المريض سالم تركي القحطاني، الذي دخل غرف التنويم في المستشفى أواخر شهر رمضان الماضي، وانعقدت اللجنة فور مباشرة العمل بعد إجازة العيد. وتم استدعاء الطبيب الذي قدمت في حقه الشكوى. كما تم استدعاء والد المريض، لإحضار الطفل، وإجراء الكشف الطبي ِعليه من قبل اللجنة». وأضاف الداموكي، «على رغم أنه تم إبلاغ والد الطفل قبل يوم من انعقاد اللجنة. إلا أنه لم يحضر. وتم الاتصال على هاتفه. ولكنه لم يرد على الاتصال». وبعد استجواب الطبيب، وأخذ أقوال الممرض، خلصت اللجنة إلى أن «تأخر والد المريض في إحضار ابنه المصاب إلى اليوم التالي من الإصابة، أدى إلى تورم الشفة السفلى، وصعوبة الإحساس بوجود جسم غريب، سواء بالإبرة أثناء الخياطة أول باليد. كما لم يحضر المريض، للكشف عليه ومعاينة الأسنان المكسورة، ومقارنتها مع الجسم الغريب (السن المكسور)». كما توصلت اللجنة إلى أن «والد المريض لم يذكر للطبيب المعالج احتمالية وجود جزء من السن المكسور في الجرح، وإمكانية دخول هذا الجزء داخل الجرح العميق أثناء السقوط، والتأخر في الحضور إلى المستشفى، ما أدى إلى صعوبة اكتشاف الجزء من السن المكسور في الجرح. ولم يسأله عن مكان سقوطه. فيما أن الطبيب المشكو منه لم يسأل والد المريض عن إمكانية وجود جزء من السن المكسور في الجرح، ولم يسأله عن مكان سقوطه». إضافة إلى أن «الطفل حضر إلى المستشفى بعد 3 أيام من خياطة الجرح، وكان يعاني من نزيف بسيط. وتجمع دموي فوق الشفة السفلى. وتم تنويمه في قسم الباطنية، لأن الطفل مصاب بمرض «الهيموفيليا»، وهو مرض عدم تجلط الدم، وهو مرض وراثي. ولا نستطيع الجزم بأن الجسم الغريب الذي ادعى والد المريض خروجه من شفة المريض، هو جزء من السن المكسور، لعدم حضور المريض للكشف عليه من قبل طبيب الأسنان، ومقارنة الجسم الغريب مع الأسنان المكسورة، علماً بأن الطفل تحت رعاية مستشفى بقيق العام منذ ولادته».