بدأت فرق هندسية أمس مهمة طموحة لانتشال سفينة الركاب الغارقة «كوستا كونكورديا» لتبدأ واحدة من أكثر عمليات الانقاذ البحري تعقيداً وأكثرها كلفة. وكانت السفينة الضخمة قد جنحت وانقلبت على جانبها قبل أكثر من 20 شهراً في ميناء جيليو الصغير الواقع في منطقة توسكانا الايطالية، واصطدمت بالصخور ما أدى الى مقتل 32 شخصاً. ووقع الحادث بسبب سوء الحظ وسوء الادارة، ما جعل قبطان السفينة فرانسيسكو شيتينو يواجه اتهامات جزائية. وبعد تأخير استمر ثلاث ساعات نتيجة لعاصفة ليلية عطلت الترتيبات النهائية، بدأت فرق الانقاذ العمل نحو الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي (07:00 بتوقيت غرينتش). وتقدر كلفة العملية حتى الآن بأكثر من 600 مليون يورو (795 مليون دولار)، ومن المتوقع ان تكون أكثر عمليات الانقاذ البحري كلفة وتقتطع أكثر من نصف الخسارة التأمينية الاجمالية التي تبلغ 1.1 بليون دولار. ويعمل فريق هندسي متعدد الجنسية يضم 500 فرد في الجزيرة منذ نحو سنة لوضع حطام السفينة الغارقة في وضع مستقر تمهيداً لعملية الانتشال التي يجب ان تتم قبل بدء عملية قطر السفينة الى مكان يجري فيه تفكيكها. ويعادل طول «كوستا كونكورديا» ثلاثة ملاعب لكرة القدم وتتسع لأكثر من 4000 راكب. وغرقت حين أحدثت الصخور ثغرة هائلة في جسمها حين اقتربت من الشاطئ أكثر من اللازم فيما كانت تستعد لبدء رحلة بحرية في البحر المتوسط.