أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي قتل مطلوب متورط في «الحادثة الإرهابية التي وقعت ليل الاثنين الماضي في الأحساء»، وقال في بيان أصدره أمس: «إلحاقاً للبيان المعلن الثلثاء، في شأن القبض على 15 شخصاً وقتل اثنين ممن لهم علاقة بالجريمة الإرهابية في قرية الدالوة في محافظة الأحساء، أسفر المسح الأمني لمجمع الاستراحات بمحافظة بريدة في منطقة القصيم، التي جرى فيها تبادل إطلاق النار مع مطلوبين من المتورطين في الجريمة الإرهابية عن العثور على جثة أحد المتورطين بإطلاق النار على رجال الأمن ليصبح إجمالي القتلى من المتورطين في الجريمة الإرهابية 3 أشخاص». وعلمت «الحياة» أن الأجهزة الأمنية تمشط عدداً من المناطق، بحثاً عن مطلوبين قدموا الدعم للخلية الإرهابية، التي هاجمت حسينية، وقتلت خمسة مواطنين وأصابت تسعة آخرين، كما أن عدد أفراد الخلية 22 عنصراً، 11 منهم سبق توقيفهم على خلفية قضايا أمنية وخضعوا لبرامج مناصحة. إلى ذلك، تواصلت ردود الفعل المستنكرة للحادثة الإرهابية، وقال المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، في بيان أمس، إن الحادثة الإرهابية، وما نتج منها من سفك للدماء، «عدوان ظالم وغاشم خطّط ودبّر له حاقدون على الأمة، سمحوا لأنفسهم استباحة دماء المسلمين دون وجه حق»، مؤكداً أن «الدين الإسلامي بريء من أعمال مثل هؤلاء المفسدين الذين يحاولون إشعال الفتنة بين المسلمين خاصة بين أبناء المجتمع السعودي». وشدد على أهمية «محاكمة من ارتكب ذلك الجرم بشريعة الله التي تحرّم قتل النفس»، وأشار إلى أن «مثل هذه الأفعال الخارجة عن تعاليم الدين الإسلامي تدعو إلى إحداث الفوضى في الأمة». إلى ذلك، أصدر الداعية الشيعي حسن الصفار أمس بياناً رسمياً أكد فيه أن «المتطرفين الذين استهدفوا قتل أبرياء، أرادوا من ذلك تفجير النسيج الاجتماعي الوطني، وإشعال الفتنة الطائفية». وقال الصفار في بيان، نقلته وكالة الأنباء السعودية إن «الردّ المطلوب على هذه الجريمة النكراء، هو تعزيز التلاحم والتعايش الوطني، بنشر ثقافة التسامح، وتجريم التحريض على الكراهية، وإدانة الشحن الطائفي». وأكد أن ضحايا هذا العدوان الآثم «نحتسبهم عند الله تعالى شهداء أبرار»، مشيداً بموقف أهل الأحساء ووطنيتهم، إذ «أثبتوا ما كان متوقعاً منهم، وما هو معروف في تاريخهم من التسامي على الجراح، ونضج الوعي الديني والوطني، والتمسك بنهج التعايش والتسامح». ونوه بجهود رجال الأمن «الذين سقط منهم شهداء وقدموا أرواحهم وبذلوا كل جهدهم في مواجهة الإرهابيين وحماية الوطن»، مشيداً بمواقف التعاطف والتضامن الواعية النبيلة، التي انطلقت على مستوى الوطن، من مسؤولين وعلماء وكتّاب وإعلاميين» استنكروا هذا العدوان الأثيم، والتي تؤكد الوحدة والمساواة بين المواطنين، وترفض نهج التطرف والإرهاب والتكفير». وعبر علماء من الأحساء عن إدانتهم للجريمة الإرهابية التي روعت المواطنين، وقالوا في بيان: «إننا لعلى أتم الثقة بقدرتنا جميعاً في الوقوف بوجه أي تطرف أو إرهاب فكري أو حركي، فما نملكه من تاريخ وإرث ومبادئ وقيم وأصالة وحكمة ورجال أكفاء مخلصين كفيل بتحقيق ما يتطلع إليه المواطنون المخلصون بجميع مكوناتهم وما ترجوه القيادة الحكيمة من أمنٍ واستقرارٍ ونماء». وأكدوا أن «المسؤولية الشرعية والاجتماعية تحتم علينا صيانة المجتمع ووحدته والحفاظ على نسيجه الاجتماعي وعدم المساس بأمنه ووحدته وتلاحمه، كما نقف مثمنين ومؤيدين المواقف الشرعية والوطنية المسؤولة الصادرة عن هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية وعلى رأسهم المفتي العام للمملكة الذي نثمن مواقفه الحكيمة والمسؤولة عالياً، ومن كافة الأجهزة الأمنية التي بادرت بمحاصرة الجناة وتعقبهم حرصاً على إطفاء شرارة الفتنة والعبث بأمن واستقرار الوطن والمواطنين». ودعا البيان الذي وقع عليه، الشيخ عبدالله الخنيزي والشيخ علي مدن آل محسن والشيخ حلمي عبدالرؤوف السنانو والشيخ غالب آل حماد والشيخ ميثم الخنيزي والشيخ حسين البيات والشيخ جعفر الربح والشيخ محمد آل عصفور والشيخ منصور السلمان والشيخ حسين الخنيزي والشيخ فيصل الكسار، إلى تأكيد «اللحمة الوطنية واستتباب الأمن وتفويت الفرصة على العابثين بأمن هذا الوطن العزيز، وإخماد نار الطائفية البغيضة، ونشر ثقافة المحبة والتسامح وبث روح الأخوة والاحترام بين مكونات هذا الوطن، وتغليب المصلحة الوطنية العامة».