«هل تغيظك كلمة «رابعة»؟ طيّب رابعة رابعة رابعة»! «هل يضايقك اسم مرسي؟ طيب مرسي مرسي مرسي»! «هل يعكّر مزاجك لفظ الإخوان؟ طيب إخوان إخوان إخوان»! آلاف التغريدات انطلقت على متن «تويتر» من قبل المغردين من أنصار «الشرعية والشريعة» الذين يغردون بكل قوة وبأس، وإخلاص وعدم يأس، واقتدار وتضحية بالنفس، وذلك لنصرة الشرعية ودعم الشريعة من خلال كيد الأعادي وترديد كلمات أغنية «تتشل الأيادي»! «تتشل الأيادي» الأغنية المنسوخة والممسوخة من أوبريت «تسلم الأيادي» الممجد ل «نصرة الجيش لشعب مصر ضد الإخوان» تبوأت مكانة الصدارة في «توب تن» فقرات «جمعة الزحف» - وفي أقوال أخرى «جمعة الوفاء للشهيد» - التي تنافست فيها أغنيات البوب الانقلابي التي تشدو بها مجموعة منتقاة من شباب الإخوان ومنشدين سوريين مقيمين في مصر، حيث تربعت «تتشل الأيادي» ليس فقط على السماعات المثبتة لتأجيج حماسة المتظاهرين من أطهار وحرائر في عدد من المسيرات التي تمثل بداية سلسلة من الفعاليات الهادفة ليس لشل الأيادي، ولكن لشل الشوارع والميادين والحارات لعل «مرسي رئيسي يعود والسيسي سيسي مش رئيسي»! فعاليات الأمس الإخوانية التي اختلف منظموها على توصيفها بين «مليونية غاضبة» و «جمعة زاحفة» و «مسيرة غير مسبوقة» شابها بعض من اللبس وقليل من الهلس وكثير من الهوس. فعلى رغم حرص مسؤولي الهتاف ومؤججي الحماس وملهبي الإحساس على الخروج بفعاليات الزحف باعتبارها «الموضوع مش بس مرسي رئيسي» ولا أن «رابعة مش بس مدينة نصر .. رابعة كل شوارع مصر» وأن «الثورة ثورة شعب» وليست حكراً على فصيل من دون آخر أو متصلة بدين من دون آخر، إلا أن الفواصل الترفيهية نضحت بما حاول المنظمون وال «الهتيفة» جاهدين أن يخفوه. فأغنيات المنشدين السوريين المؤلفة والملحنة خصيصاً للأخوة في مصر من أنصار الشرعية والشريعة والتي تلقى رواجاً هائلاً بين المتظاهرين الأطهار والحرائر الإخوانيات و «حازمات» ومعهم كذلك «حازمون» (أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل) كلها يندد ب «الانقلاب العلماني» ويؤكد أن «ثورة مصر ثورة إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية». العالمون ببواطن أمور مسيرات «الشرعية والشريعة» والخبراء بما تنضح به فعاليات أنصار الدكتور محمد مرسي باتوا يعلمون علم اليقين التحول التكتيكي والتغير اللوجستي فيها. فالبديل الشرعي لفقدان القدرة على الحشد والخطة «ب» المطروحة بديلاً للخطة «أ» التي أثبتت فشلاً ذريعاً في جذب تعاطف المصريين بترغيب «ياأهالينا انضموا لينا» أو بترهيب «الجيش والشرطة والشعب إيد وسخة» باتت تعتمد على أسلوب كيد الأعادي وغيظ ستات النوادي لبعضهن البعض. وعلى رغم التأكيد المزمن على أن «رابعة» رمز الصمود والبسالة، و «النهضة» مثال الرجولة والشهامة، ورغم أن المثل الشعبي يقول «الحيل للرجال والكيد للنساء»، إلا أن المشهد الحالي يشير إلى أن «الكيد بات للرجال والنساء». فكلما مرت مسيرة من أمام محل تجاري يضع صورة الفريق أول عبدالفتاح السيسي صاح مسؤول الهتاف «عبد الفتاح هو الإرهاب» مع خلفية أصوات الحرائر والأطهار. وكلما قابلهم الساكان من الشرفات والنوافذ برفع علامة النصر أو أصابع اليد على شكل CC تحول الهتاف إلى «رابعة رابعة حتى النصر» مع التلويح بأصابع «رابعة» الأردوغانية مطبوعة على لافتات صفراء أو مرفوعة بالكفوف أو معلقة على الصدور أو مطبوعة على بالونات للصغار أو تيشيرتات للشباب أو تحتل جزءاً من الشاشة على «الجزيرة مباشر مصر» التي رفهت كثيراً عن المصريين يوم أمس بتغطيتها المميزة لمسيرات الإخوان. فالشاشة المنقسمة إلى عدة نوافذ لل «مسيرات الحاشدة» و «التظاهرات الرهيبة» التي فشل الإخوان في حشدها يوم أمس فشلاً ذريعاً تكللت بأسئلة المذيعة الباحثة عن الجديد في تلك التظاهرات «غير المسبوقة» عبر أسئلتها للمراسلين الذين راوحوا بين «أسامة» و «مصطفى» و «أحمد» و «إسلام» و «ماهر» و «فتحي» من دون إفصاح عن اسم الأب. وراوح «الجديد» بحسب المراسلين بين «الأعداد الغفيرة» و «الحرائر هنا وهناك» و «تحية الاهالي من الشرفات» و «انضمام كل فئات الشعب». لكن كل فئات الشعب القابعة إما في بيوتها لتأمينها خوفاً من عنف بات الوجه الآخر لأنصار الشرعية والشريعة، أو في الشرفات والنوافذ للتلويح بعلم مصر من قبل الغالبية وصور السيسي من قبل البعض وربما ما تيسر من ثمار الطماطم وحبات البيض، أو في المقاهي لمتابعة «إعلام الفلول» الذي دخل يوم أمس في «جمعة الزحف» ليكون محوراً من محاور الهتاف. الجولات التفقدية التي قامت بها فئات الشعب متنقلة بين إعلام الفلول الذي هتف أنصار الشرعية والشريعة ضد قنواته وتحديداً «سي بي سي ودريم وأون تي في» وإعلام الإخوان متمثلاً في «الجزيرة مباشر مصر» نتجت عنها للمرة الأولى صورة متطابقة. فنوافذ «الجزيرة مباشر» المطلة على بعض مليونيات «جمعة الزحف» فضحت عشريات ومئويات أكدتها نوافذ البيوت المطلة على الشوارع والميادين فعلياً. ورسائل المشاهدين القافزة أسفل «الجزيرة مباشر» من «أبو أحمد من سرس الليان» الذي «بيصبح على رابعة ويقول تتشل الأيادي» و «أم رامي» التي «قالتها قوية مرسي هو رئيس الجمهورية»، ومعها تقرير المراسل «أحمد» مؤكداً أن «طلبة الجامعات الذين يتم أحياناً سفك دمائهم في المسيرات سيقومون بدور كبير في الأيام المقبلة لإنهاء الانقلاب» ومعه سرد المراسل «رضا» وهو ينقل الصورة أمامه قائلاً «أيام قليلة وتبدأ المدارس والأسعار مرتفعة جداً والرواتب متدنية جداً والانقلاب سيء جداً والجميع مع الشرعية جداً» كلها أدت إلى وضوح الصورة كاملة أمام المشاهد، باستثناء الاشتباكات. فالسكان الذين تصدوا لمسيرات الإخوان الشاتمة للجيش السابة للشرطة في مناطق عدة، ونتج عنها اشتباكات وصفها «أحمد» مراسل» الجزيرة بأن «بلطجية» تصدوا للمتظاهرين، وحين سالته المذيعة: «كيف عرفت أنهم بلطجية؟» قال: «شكلهم بلطجية». الهتاف بالطبع كان موجهاً لرموز الحكومة الانتقالية، المصنفة إخوانياً ب «حكومة الانقلاب» والتي أعلن المتظاهرون أمس مواجهتها بهتافات «عصيان مدني بجد» «مش هادفع مياه ولا نور يسقط يسقط الطرطور» مع فقرات ترفيهية وأغنيات ضد الانقلاب واستعداد لعصيان المترو والإضراب العام والنصر الكبير في العرض المقبل.