كلما اقتربت عبرات (18 عاماً) من جهاز التلفزيون كي تسمع الصوت زاد حزنها، وكلما شاهدت شقيقاتها يتحدثن زاد إصرارها على مشاركتهن، ولكنها لا تستطيع سماع حديثهن. هكذا هي حال عبرات، التي تعاني من فقدان حاسة السمع، ما يحرمها من أشياء كثيرة، أبرزها سماع صوت الأذان. وتقول والدة عبرات، التي تسكن إحدى قرى محافظة الأحساء: «ابنتي تحتفظ بذاكرة جيدة وذكاء حاد، وهي مميزة وبارة بي وبوالدها المقعد منذ سنوات، ولكنها تعاني من عدم سماع نداء الآخرين، مهما علا الصوت في أرجاء المنزل»، مضيفة: «ينفطر قلبي كلما قالت لي: أريد شراء سماعة كي أسمع حديثكم كل يوم». وتتابع: «عبرات من المميزات، ولكن ضيق ذات اليد جعلني لا أستطيع شراء هذه السماعة من أحد المحال، لأن صاحب المحل أبلغني أن سعرها 8 آلاف ريال، وتمنيت وجود هذا المبلغ في يدي؛ كي أدخل السرور على قلب ابنتي، ولكن العين بصيرة واليد قصيرة». وتتمنى أم عبرات تحقيق أمنيتها بشراء هذه السماعات لابنتها، «حتى تكتمل فرحتها بين أخواتها»، ولكنهم يسكنون منزلاً صغيراً جداً بالإيجار. وتضيف الأم الحزينة: «زوجي مقعد، ونحن في أمسِّ الحاجة للمساعدة، وهذا السبب الرئيس في عدم شراء هذه السماعات، ولا يوجد لدينا دخل سوى مكافأة التأهيل الشامل التي تصرف لعبرات، وهو بالكاد يلبي طلباتها كل شهر، وكلما طرقتُ باب أحد المحسنين لا أجد من يساعدني في توفير قيمة هذه السماعات، ولكننا لن نيأس من رحمة الله وكرمه سبحانه». فيما ذكرت إحدى شقيقات عبرات أن أختها كل يوم تسأل «هل اشتريتم السماعات؟ ولا أملك إجابة وأقول لها: قريباً بإذن الله سيكون لديك كل ما تتمنينه من سماعات، وتستطيعين سماع صوت الأذان كل يوم». ولم تتمكن شقيقة عبرات من إكمال الحديث عن شقيقتها، متسائلة: «متى يأتي اليوم الذي نشاهد عبرات تسمعنا ونحن نناديها، بل إن والدي المقعد يقول: تمنيت لو بيدي ما أقدمه لها، لكنت اشتريت هذه السماعات مهما كان ثمنها». وأضافت: «بحثنا عن هذه السماعات فوجدناها في الدمام عند أحد المحال الطبية، ولكننا رجعنا إلى الأحساء من دون شرائها، بسبب عدم توافر المبلغ. وكانت عبرات تتمنى اقتناءها، وكان الموقف حزيناً حينما شاهدت شقيقتي تبكي، ولكن قلت لها إننا سنقوم بجمع مبلغ حتى نشتري هذه السماعات مهما كلف الأمر، ونأمل أن يصل صوتنا إلى أهل الخير، فهناك من يريد مساعدة المحتاج وتفريج كربته ولكننا لا نعلم عنه».