كتاب جديد للباحثة اللبنانية - المصرية سلمى مرشاق سليم عنوانه «نقولا الحداد - الأديب العالم»، صدر عن دار الجديد (بيروت) وهو الثاني لها بعد مؤلفها «إبراهيم المصري - رائد القصة النفسية» الصادر عام 2007 عن الدار نفسها. موضوع واحد يجمع بين الكتابين وهو هجرة السوريين واللبنانيين والفلسطينيين وغيرهم من بلادهم المأزومة آنئذ إلى حواضر مصر كالقاهرة والإسكندرية، حيث ساهموا في بناء نهضة بلد تميز في تلك الحقبة باستقراره وحريته وازدهاره. مسيرة نقولا الحداد الأديب العالم تستحق أن تسرد. فبعد أن درس الصيدلة في الكلية السورية (التي أضحت معروفةً اليوم باسم الجامعة الأميركية) هاجر ابن قرية جون الشوفية اللبنانية إلى مصر حيثُ تعرف إلى فرح أنطون وشقيقته روز ومعًا سافر الثلاثي إلى الولاياتالمتحدة. بيد أن هذه الهجرة لم تكن مرضية لهم فعادوا إلى مصر وأعادت روز بمساعدة شقيقها فرح ونقولا الذي أضحى زوجها إصدار مجلة السيدات والرجال. افتتح نقولا الحداد صيدلية في حي شُبرا كما انكب على التأليف والترجمة. يتألف الكتاب وهو من القطع الكبير (220 صفحة مع وثائق ) من سرد زمني ومقدمة وأربعة فصول وخاتمة. أما فصوله الأساس فتتمحور حول إنتاج هذا الأديب والمترجم العالِم التي تدين له المكتبة العربية بواحد من أوائل الكتب عن عالم الذرة والقنبلة الذرية كما تدين له بكتب عن الاشتراكية والديمقراطية. حرصت الباحثة على سرد سيرة نقولا الحداد من مصادرها ثم لخصت للقارئ جل كتبه الأدبية ومقالاته الصادرة في صحف عصره وتوقفت مليًا شارحة التزامه بالقضية الفلسطينية ودفاعه العاطفي عن الأرض المسلوبة. وقد تضمن الكتابُ صورًا عن بعض هذه المقالات. أنهت الباحثة كتابها بفصل عن نقولا الحداد الشاعر الناظم الذي «اقترف» مجموعة من قصائد المناسبات وترنيمة كنسية ما زالت في التداول.