أحالت النيابة المتخصصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة في صنعاء أمس سعوديين ويمني على المحاكمة، بعدما اتهمتهم بالانتماء إلى تنظيم «القاعدة» والتخطيط لهجمات إرهابية، في وقت تسود البلاد اضطرابات أمنية في أكثر من منطقة مع استمرار الاشتباكات المسلحة بين جماعة الحوثي وعناصر قبلية، وفي ظل تصاعد ملحوظ لأنشطة تنظيم «القاعدة». وأفادت مصادر حكومية يمنية أمس، أن النيابة الجزائية المتخصصة «أحالت سعوديين وثالث يمني على المحاكمة بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة والتخطيط لتنفيذ أعمال إرهابية». ونسبت إلى المتهمين، وهم: مفيد أحمد إبراهيم جوبوح العلقمي (يمني) والسعوديان خالد هاجر راشد المطيري وعبد الله بطاح زايد العنزي المكنى ب(أبو زياد)، الاشتراك في اتفاق جنائي مع عصابة مسلحة ومنظمة لتنظيم القاعدة للقيام بأعمال إجرامية تستهدف مهاجمة القوات المسلحة والأمن والمنشآت العسكرية والحكومية واغتيال ضباط وجنود الأمن والجيش». وأضاف قرار الاتهام أن الثلاثة «أعدوا لتنفيذ مخططهم العدة اللازمة من وسائل اتصال وتواصل وبطاقات مزورة معرضين بذلك أمن وسلامة المجتمع والوطن للخطر بالإضافة إلى أنهم اصطنعوا محررات رسمية مزورة وهي بطاقات شخصية يمنية بغير أسمائهم الحقيقية وعليها صورهم». وزاد أن المتهمين السعوديين «دخلا أراضي الجمهورية اليمنية بطريقة غير مشروعة وبدون إذن بالدخول من الجهات المختصة قانوناً». وكانت محكمة أمن الدولة في صنعاء، بدأت قبل نحو أسبوع محاكمة خمسة سعوديين آخرين، متهمين بالانتماء إلى»القاعدة»، ومن المقرر أن تواصل المحكمة اليوم النظر في القضية وتستمع إلى الدفاع. ويأتي ذلك وسط ترقب أمني لهجمات جديدة ل»القاعدة» في صنعاء، بعدما ارتفعت وتيرة هذه الهجمات في الأسابيع الثلاثة الماضية بواسطة تفجير عبوات ناسفة تستهدف ضباط الجيش والأمن، كما لوحظ أمس، نشاط غير عادي للطيران الحربي اليمني، وسط معلومات عن رصد تحركات مريبة لعناصر مسلحة من تنظيم «القاعدة» في محافظة أبين (جنوب). وينشط التنظيم في جنوب البلاد وشرقها تحت اسم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» ويخوض معارك كر وفر مع السلطات اليمنية المدعومة بمليشيا قبلية في الجنوب بالإضافة إلى الضربات الجوية التي تنفذها باستمرار طائرات أميركية من دون طيار على أهداف مفترضة لعناصر التنظيم وقياداته. على الصعيد السياسي، شهد الحوار الوطني الدائر بين الأطراف السياسية في اليمن انفراجاً ملحوظاً إثر عودة ممثلي»الحراك الجنوبي» إلى طاولته أول من أمس، ونجاحهم في فرض شروطهم لتحويل الحوار إلى مفاوضات ندية بين ممثلين من الشمال والجنوب بالتساوي.