أكدت لندن وجوب ألا يكون تنفيذ الاقتراح الروسي بوضع السلاح الكيماوي السوري تحت الرقابة الدولية ثم التخلص منه «عملية بلا نهاية»، في وقت رحبت طهران بالاقتراح الروسي لأنه «يضع حداً للعسكرة». وحذر ناطق باسم رئاسة الوزراء البريطانية أمس، من أن الاقتراح الروسي يجب أن لا يكون «عملية بلا نهاية». وقال في رد على سؤال عما إذا كانت بريطانيا تنوي أن تحدد جدولاً زمنياً لتنفيذ الاقتراحات الروسية، إنه «لا يمكن بأي حال أن يتعلق الأمر بعملية بلا نهاية. الموافقة على ذلك من العناصر الأساسية التي ستتيح لنا تحديد ما إذا كان الأمر يتعلق بعرض جاد وحقيقي». وأضاف: «يجب أن نكون متنبهين جداً لأخطار تكتيك إلهائي. لذلك، أقول إنها يجب أن لا تكون عملية بلا نهاية»، موضحاً: «إذا كان عرضاً جاداً وحقيقياً فإننا سنشجعه لكنني أصر على كلمة إذا». في المقابل، حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني، من أن الحرب على سورية، لو حدثت، فإن مثيريها سيدفعون «ثمناً باهظاً»، ورأى أن الأمل بعدم وقوعها تعزز خلال الأيام الأخيرة. وقال روحاني في كلمة ألقاها صباح أمس، في الملتقى ال22 لأئمة الجمعة في إيران، إن «جهود إيران برمتها تتركز حول منع وقوع حرب على سورية». ورأى أن «الأمل بعدم وقوع ذلك (الحرب) تعزز إلى حدٍ ما خلال الأيام الأخيرة». وفي سياق متصل، رحبت الخارجية الإيرانية أمس باقتراح روسيا وضع السلاح الكيماوي السوري تحت إشراف أممي، ورأت أنه يضع حداً لعسكرة المنطقة، فيما دعت إلى تجريد المجموعات المسلحة السورية المعارضة من هذا السلاح. وقالت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، إن أحد القواسم المشتركة بين إيران والدول المعارضة للحل العسكري في سورية، هو «التركيز على الحل الديبلوماسي والحوار». ودعت إلى «تجريد المجموعات المسلحة في سورية من الأسلحة الكيماوية». كذلك، أمل الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس، بأن يُبنى على العرض الروسي لحل الأزمة الكيماوية السورية. وأشار بيان رئاسي إلى أن سليمان قال أمام وفد زاره، إن لبنان مع إيجاد حل سلمي للنزاع في سورية، لافتاً إلى أن الرئيس «لمس أجواء دولية إيجابية لتحييد لبنان في حال تعرّضت المنطقة لتطورات». ورحبت الصين أمس، بالعرض الروسي وأبدت دعمها له. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي: «ما دام الاقتراح يساعد على تحسين الوضع المتوتر الراهن في سورية إذاً هو مفيد للحفاظ على السلام والاستقرار في سورية والمنطقة وهو مفيد للحل السياسي، وعلى المجتمع الدولي أن يفكر فيه في شكل بناء». وأردف هونغ أن وفداً من المعارضة السورية يمثل «اتحاد الأمة من أجل الحوار» بدأ زيارة إلى الصين اعتباراً من أمس، بدعوة من جهة أكاديمية وسيلتقي مسؤولين صينيين «لتبادل وجهات النظر». في غضون ذلك، أعلنت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان، أن لديها أدلة على أن الجيش السوري هو المسؤول عن الهجوم الكيماوي على منطقة الغوطة في ريف دمشق في الحادي والعشرين من الشهر الماضي. وذكرت المنظمة في تقرير بعنوان: «الهجمات على الغوطة: تحليل الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية في سورية»، مؤلف من 22 صفحة، أن لديها أدلة على هجومين كيماويين في الغوطة الشرقية والغربية من ريف دمشق اللتين تسيطر عليهما المعارضة. وأوضحت المنظمة أنها توصّلت إلى هذه النتيجة بناء على روايات شهود حول الهجمات الصاروخية، وتحليلها معلومات حول المصدر المرجح لهذه الهجمات، وبقايا للأسلحة التي استُخدمت وسجلات طبية للضحايا. وذكر التقرير أن «بقايا الصواريخ وعوارض ضحايا الهجومين تشكل أدلة على أنظمة الأسلحة المستخدمة»، مضيفاً أن «هذا الدليل يفترض بقوة أن القوات النظامية السورية قصفت ريف دمشق برؤوس حربية في ذلك الصباح الرهيب». وأوضح أن «الأدلة المتعلقة بنوع الصواريخ والقاذفات المستخدمة في الهجمات تشير بقوة إلى أن هذه أنظمة أسلحة معروفة وموثقة بأنها توجد فقط في حيازة القوات المسلحة السورية».