تمكن فريق جراحي، في مستشفى الملك فهد في الأحساء، خلال الفترة الماضية، من إعادة وصل 5 أطراف، تعرضت إلى البتر في حوادث مختلفة. من خلال جراحات، استغرقت 14 ساعة من العمل المتواصل تحت المجهر الجراحي. وقال استشاري الجراحات التجميلية الدقيقة في المستشفى الدكتور مصطفى بوزيد: «إن الفريق الطبي في المستشفى حقق نجاحات طبية عالمية، من خلال جراحات بعضها معقدة». وأضاف بوزيد، في تصريح إلى «الحياة»، أن «الفريق يسعى إلى رسم الابتسامة على شفاه المصابين، وتمكنوا من كسب خبرة طبية خلال السنوات الماضية، وتحقيق إنجازات طبية مميزة، تشكل تطوراً كبيراً وتحسناً بارزاً فيما يتعلق بالعمليات المعقدة التي تحتاج إلى كفاءات عالية من الطاقم الطبي والفني، وأحدث التجهيزات الطبية على المستوى العالمي». وعن أول جراحة نجحت قال: «كانت تحدياً لنا، وكانت حالة بتر كف يد لمقيم، وعلى رغم الإمكانات المتواضعة في ذلك الوقت، لكننا نجحنا، بعد عمل متواصل في غرفة العمليات لمدة تزيد عن 12 ساعة، في إعادة اليد المبتورة»، مضيفاً «أصبح للمستشفى مكانة مميزة وصيت مميز على مستوى المملكة عامة، والمنطقة الشرقية بخاصة، وتوالى تحويل الحالات من جميع أنحاء المنطقة، وكوّنا فريقاً متكاملاً لزراعة الأطراف، بمشاركة استشاريين من قسم جراحة الأوعية الدموية، وهم: الدكتور محمد الممتن، والدكتور علي السلمان، ومن قسم العظام الدكتور أحمد بوعيسى، والدكتور خالد الممتن، والدكتور ياسين الرصاصي». وأشار إلى دعم من إدارات المستشفى المتعاقبة، على مدى السنوات العشر الماضية، وبخاصة خلال السنتين الأخريين، إذ تم «تزويد الفريق بتقنيات عالية الجودة من مجاهر جراحية، بأحدث ما توصل له العلم الحديث، وكذلك الموصلات الآلية التي بمقدورها توصيل الأوردة آلياً، عندما يصغر بأقل من الميليمتر الواحد. ما جعل المستشفى يحقق نجاحات كبيرة في مجال زراعة الأطراف، من بتر بمستوى الذراع إلى أصعب أنواع البتر وأدقها عند مستوى الكف والأصابع». ولفت بوزيد، إلى الجراحة الأخيرة، وهي أيضاً بتر يد مقيم، «قمنا قبل أسبوعين، بإجراء جراحة إعادة يد مبتورة لمقيم آسيوي، وتمكنا بعد 14 ساعة عمل متواصل، ومن دون توقف، وبعد تثبيت العظام من ربط جميع الأوتار، والأعصاب الناقلة للإحساس، وعمل الوصلات الشريانية والوريدية لإعادة التروية الدموية، وذلك تحت المجهر الجراحي المتطور، واستخدام تقنية الوصل الوعائي الآلي». بدوره، قال مدير الشؤون الصحية الدكتور عبد المحسن الملحم: «إن المستشفى يزخر بطاقات طبية عالية المستوى في الجراحة، ومثل هذه الإنجازات تأتي نتيجة العمل كفريق واحد، وتضافر الجهود من الفرق الطبية والإدارية، والإنجاز يأتي نتيجة ما يتمتع به الأطباء من خبرة طبية كبيرة تقدم لجميع المستفيدين، من دون النظر إلى جنسية المريض». واعتبر الملحم، هذا النوع من الجراحات «من أعقد العمليات الدقيقة المجهرية، ويعتبر مستشفى الملك فهد مرجعاً رئيساً للمنطقة الشرقية في هذا النوع من الحالات، إذ يتم تحويل هذه الحالات من جميع أنحاء المنطقة. وأجريت جراحات مشابهة في السابق، لإعادة زراعة أصابع مبتورة لمواطنين ومقيمين، تكلل الكثير منها بالنجاح». ولفت إلى «موقع محافظة الأحساء الجغرافي، وكونها المدخل الرئيس الذي يربط المملكة ببعض دول الخليج العربي، ولوجود شركات بترول، وغيرها من الشركات التي تستخدم معدات ثقيلة في عمليات النقل، أو الصيانة والتصنيع، ما يزيد من احتمال وقوع إصابات العمل المحتملة في البيئات الزراعية أو الصناعية وغيرها، لذلك كانت الفرص أكثر لحدوث إصابات مهنية بليغة وحوادث سير خطيرة». وقال: «افتتاح المنشآت الطبية الحديثة في الأحساء سيسهم في تخفيف الضغط عن مستشفى الملك فهد في الهفوف، وبذلك سيتم تقديم الخدمات الطبية للمرضى بشكل أفضل في جميع المنشآت الصحية».