تقدم المحام المصري أحمد إمام بلاغاً يحمل رقم 1853 لسنة 2013 للنائب العام المستشار هشام بركات ضد كل من الفنانين عمرو دياب وهاني شاكر لتقديمهما أغان عن القدس وفلسطين والوحدة العربية عبر السنوات العشرة الأخيرة، مطالباً بمنع هذه الأغاني التي من شأنها زيادة التوتر مع الكيان الصهيوني المحتل بحسب وصفه. ووصف الفنان هاني شاكر البلاغ المقدم ضده واتهامه بالإساءة إلى إسرائيل بأنه"مزحة" سخيفة، وقال في تصريح خاص ل"الحياة": "لا أجد رداً على هذه الاتهامات سوى بأن الذي تقدم بها في بلاغ رسمي للقضاء لا يمكن أن يكون مصرياً". وأضاف أمير الغناء العربي أنه قدم على مدار مشواره الفني أغان وطنية عدة منها من تحدث عن القضية الفلسطينية كان أخرها "دمي فلسطيني، على باب القدس"، مشيراً إلى أنه فخور بما قدمه لأنه واجبه كفنان تجاه قضية عربية تشغل هموم العرب قاطبة، مؤكداً أنه لو أتيحت له الفرصة قريباً لتقديم أغاني جديدة للقضية الفلسطينية أو أية قضية عربية أخرى فلن يتأخر إيماناً بواجه تجاه وطنه العربي ، مشدداً على أن قمة سعادته تكون في حفلاته بين جماهيره من شعوب الوطن العربي التي تحترم فنه. من جهته، قال الملحن حلمي بكر إن البلاغ يشتم منه رائحة سعي جماعة الإخوان المسلمين لتشويه صورة الفن المصري، وهي محاولات يائسة للنيل من الفن والفنانين المصريين الذين كان لهم دوراً كبيراً في إسقاط نظام حكم الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للجماعة. ووصف بكر المطربين هاني شاكر وعمرو دياب المقدم ضدهما بلاغ بتهمة تقديم أغاني تسيء لإسرائيل بأنهما نموذج للمطرب الوطني الشريف الذي يساهم بفنه في قضايا وطنه. وقال الملحن الكبير إن البلاغ شرف لهاني شاكر وعمرو دياب ولا ينتقص منهما ولا من تاريخهما الفني الكبير، مشيراً إلى أن كل فناني مصر يرفضون التطبيع مع العدو الإسرائيلي لذا تدرك تل أبيب أنها ستظل دوماً في مرمى انتقادات الفن المصري سواء من أغاني أو مسلسلات أو أفلام. معرباً عن اندهاشه من مقدم البلاغ ومن الاتهامات التي ساقها في حيثياته ضد هاني شاكر وعمرو دياب، متسائلاً: لماذا لم يتقدم الشاكي ذاته ببلاغ مماثل ضد المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم صاحب الأغنية الشهيرة "أنا بكره إسرائيل ؟" . من جانبه، قال عضو نقابة المهن الموسيقية المصرية حسن فكري إن النقابة ستساند هاني شاكر وعمرو دياب في البلاغ المقدم ضدهما، مؤكداً أن المطربين يقدمان فن راق ومحترم ويتبني قضايا عربية، مشدداً على أن البلاغ مثير للاندهاش لأنه جاء من محام مصري، فيما كانت الصدمة ستكون أخف وطأة لو جاءت من جهة إسرائيلية. وقال مصدر مسؤول بمكتب النائب العام المصري إن البلاغ سيخضع للفحص ثم يحال للنيابة المختصة وعقب ذلك سيتم استدعاء مقدم البلاغ للاستماع لأقواله قبل طلب المتهمين لو ثبتت صحة البلاغ، لافتاً إلى أنه من حق أي مواطن مصري التقدم ببلاغ للنائب العام مادام يستند لوقائع وأسانيد دامغة. في المقابل، قال نقيب المحامين المصريين سامح عاشور ل"الحياة" إن البلاغ غريب جداً وسوف يتحقق بنفسه باكر"الثلثاء" من حصول المحامي مقدم البلاغ على عضوية نقابة المحامين المصريين، مؤكداً أن النقابة لن تصمت لو ثبتت أن أحد أعضائها ينصب من ذاته مدافعا عن إسرائيل، ولن تتهاون في اتخاذ إجراءات تأديبية بحقه. وكان المحام المصري مقدم البلاغ أحمد إمام طالب بمنع هذه الأغاني التي من شأنها زيادة التوتر مع الكيان الصهيوني المحتل بحسب وصفه. وأن هذه الأغاني تدعو - حسب قوله- إلى الإرهاب والتحريض ضد دولة إسرائيل التي تربطنا بها معاهدات سلام منذ انتصار حرب أكتوبر عام 1973. وأرفق مقدم البلاغ إمام أسطوانة مدمجة "سي دي" تحتوي على فيديوهات وأغاني للمطربين، المشكو في حقهما مطالباً النائب العام بوقف إذاعة هذه الأغاني في الفضائيات ومحطات الإذاعة.