أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن إسرائيل نقلت نهاية الأسبوع الماضي إلى الإدارة الأميركية رسالة شديدة اللهجة شكت فيها قيام مسؤولين فلسطينيين بسلسلة تسريبات عن تعثر المفاوضات التي تجري بين الجانبين منذ شهرين. واعتبر موفد رئيس الحكومة إلى المفاوضات المحامي إسحق مولخو في رسالة بعث بها إلى الوسيط الأميركي مارتن انديك، التسريبات خرقاً للتفاهمات التي تمت بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري القاضية بالتكتم على مضمون المفاوضات، وحتى مكان انعقادها. كما قضت التفاهمات بأن يكون الجانب الأميركي الوحيد المخوّل الإدلاء بتفاصيل عن سير المفاوضات. وتقول إسرائيل انه في مقابل تكتم مولخو ورئيسة طاقم المفاوضات وزيرة القضاء تسيبي ليفني على مضمون الاجتماعات الستة التي تمت حتى اليوم، أطلق أربعة مسؤولين فلسطينيين تصريحات في الأيام الأخيرة «صبّ كلها في رسالة واحدة تقول إن المفاوضات تراوح مكانها، وأنها حتى الآن على الأقل عقيمة». وتابعت أن موظفاً كبيراً في مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو برر عدم تعقيب إسرائيل رسمياً على التصريحات الفلسطينية بأن «غالبيتها ليست صحيحة أو ليست دقيقة»، خصوصاً الحديث عن أن إسرائيل اقترحت دولة فلسطينية في حدود موقتة، مضيفاً أن «أكثر ما أغاظ إسرائيل تصريح الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بأن إسرائيل ترفض مبدأ تبادل الأراضي». واتهم مسؤول إسرائيلي الفلسطينيين بتعمّد التسريبات غير الصحيحة عن مراوحة المفاوضات في مكانها بهدف استدعاء ضغط دولي على إسرائيل. وقال: «هذا الأسلوب بات نمط سلوك ثابتاً للفلسطينيين عشية مؤتمرات دولية، وفي حالتنا اللقاءات التي يجريها كيري مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية». وبحسب الصحيفة، فإن اللقاءات الستة التي جمعت الفلسطينيين والإسرائيليين حتى اليوم لم تخض في عمق القضايا الجوهرية للصراع، وأنها تمحورت في غالبيتها في محاولة التغلب على الخلافات في الرأي التي سبقت إعلان كيري استئناف المفاوضات. وأضافت أن الفلسطينيين يصرون على أن تدور المفاوضات على أساس حدود عام 1967 مع تبادل أراضٍ، فيما ترفض إسرائيل أن تعلن ذلك بشكل واضح. كذلك تلح إسرائيل على حسم ملف الترتيبات الأمنية في الدولة الفلسطينية، وفقط بعد ذلك يتم ولوج القضايا الجوهرية، وفي مقدمها الحدود. وأشارت الصحيفة إلى أن الفلسطينيين يرفضون هذا الموقف، و «حيال حقيقة أن الطرفين يتمترسان في مواقفهما، فإن المفاوضات لا تسير إلى أي مكان». 5 آلاف تصريح عمل على صلة، توقعت صحيفة «معاريف» أن تصادق الحكومة الإسرائيلية على منح خمسة آلاف تصريح عمل في إسرائيل لفلسطينيي الضفة الغربيةالمحتلة، «وذلك كلفتة طيبة منها لمساعدة السلطة في تدعيم الاقتصاد الفلسطيني». وفي حال وافقت الحكومة، سيصبح عدد الفلسطينيين الذين يحملون تصريحاً رسمياً بالعمل داخل إسرائيل 40 ألفاً، علماً أن وزراء حزب «البيت اليهودي» المتطرف يعارضون هذه الخطوة. من جهتها، أفادت «يديعوت أحرونوت» أن وزير الخارجية الأميركي «نجح في ليّ المقاطعة الأوروبية» للمستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وقالت إن «إقناع» كيري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بتليين تعليمات بحظر المساعدات المالية الأوروبية للمؤسسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سيتيح للأخيرة المشاركة في مشروع «هورايزون 2020» الذي يتيح للجامعات الإسرائيلية ومراكز الأبحاث وشركات إسرائيلية التي تنشط في الأراضي المحتلة الحصول على تمويل أوروبي لمشاريع علمية كثيرة».