يواصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري في اوروبا جهوده الدبلوماسية للحصول على تأييد لتوجيه ضربة عسكرية الى سورية المتهمة باستخدام اسلحة كيميائية فيما تتكثف التحضيرات العسكرية في واشنطن لهذه الضربة، كما افادت الصحافة الاميركية. وقبل تصويت الكونغرس الاميركي الذي سيجري في الايام المقبلة ونشر تقرير الاممالمتحدة حول استخدام اسلحة كيميائية في هجوم وقع في ريف دمشق في 21 آب/اغسطس، التقى كيري صباحا في باريس نظيريه المصري والسعودي وممثلين عن الجامعة العربية على ان يتوجه لاحقا الى لندن. وكان كيري اكد في مؤتمر صحافي في باريس السبت مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس تصميمه على "معاقبة" النظام السوري عسكريا، واكد ان "هناك عددا من الدول -- عدد من رقمين -- المستعدة للمشاركة في عمل عسكري". واضاف ان "هناك مزيدا من الدول المستعدة للتحرك عسكرياً وفي الواقع اكثر مما نحتاج اليه للعمل العسكري المطروح"، بدون ان يوضح هذه الدول. ومثل كيري، عبر فابيوس عن ارتياحه "للدعم الواسع والمتزايد" الذي تلقاه الولاياتالمتحدة وفرنسا لخطتهما شن عملية عسكرية "قصيرة ومحددة الاهداف". وقال "اصبح هناك سبع من اصل ثماني دول في مجموعة الثماني تشاطرنا التحليل حول رد قوي، و12 دولة من مجموعة العشرين تشاطرنا ايضا هذا التحليل"، مشيرا ايضا الى دعم الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي. وحذر كيري من ان "الولاياتالمتحدة (...) لا يمكنها ان تسمح لديكتاتور باستخدام اشد الاسلحة ترويعا بلا عقاب". ويعود كيري الى واشنطن الاثنين بعد توقف في لندن ليلتقي مساء اليوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وغدا الاثنين وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ. وقد اعلن هيغ الاحد ان الوضع "سيكون مقلقا اذا قررت مختلف برلمانات العالم" هي ايضا انه يجب عدم التدخل، معتبرا ان "مخاطر عدم القيام بشيء اكبر من مخاطر التحرك". ويعقد الكونغرس الاميركي اجتماعاته بعد عطلته البرلمانية الاثنين بينما سيتحدث الرئيس باراك اوباما الى الشعب الاميركي الثلاثاء. وفي الوقت نفسه يقوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم بزيارة الى موسكو. وقد عرضت شبكة تلفزة اميركية في نهاية الاسبوع شريط فيديو لجثث ضحايا كهول واطفال قالت انهم ضحايا هجمات بالسلاح الكيميائي في 21 اب/اغسطس بسورية كانت عرضت على نواب اميركيين. وعرضت السلطات الفرنسية هذا النوع نفسه من التسجيلات للجمهور الفرنسي. وقد وعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالتحدث الى الفرنسيين بعد تصويت الكونغرس وتسليم "تقرير مفتشي" الاممالمتحدة. اما الرئيس الاميركي باراك اوباما فقد صرح في خطابه الاذاعي الاسبوعي "نحن الولاياتالمتحدة ولا يمكننا ان نتعامى عن الصور التي رأيناها عن سورية". وفي هذا الاطار، افادت صحيفة لوس انجليس تايمز الاحد ان وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تحضر ضربات اقوى ولفترة زمنية اطول مما كان مقررا اساسا ضد سورية ويرتقب ان تستمر لثلاثة ايام. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم ان المخططين للحرب يسعون حاليا لاطلاق ضربات صاروخية كثيفة تتبعها هجمات اضافية على اهداف قد تكون اخطأتها او لا تزال قائمة بعد الضربة الاولى. وقال مسؤولان عسكريان للصحيفة ان البيت الابيض طلب لائحة موسعة للاهداف لكي تشمل "عدة اهداف اضافية" مقارنة مع اللائحة الاساسية التي كانت تضم حوالى 50 هدفاً. وهذه الخطوة هدفها القيام بقصف اضافي لالحاق ضرر بقوات الرئيس السوري بشار الاسد المشتتة. ويدرس مخططو البنتاغون حاليا استخدام قاذفات سلاح الجو وكذلك خمس مدمرات صواريخ اميركية تقوم بدوريات في شرق المتوسط لاطلاق صواريخ كروز وصواريخ جو ارض من خارج مرمى الدفاعات الجوية السورية بحسب تقرير الصحيفة. ويمكن لحاملة الطائرات "يو اس اس نيميتز" وسفينة حربية وثلاث مدمرات متمركزة في البحر الاحمر اطلاق صواريخ كروز ايضا على سورية. ميدانيا، استولى مسلحو المعارضة السورية على مدينة معلولا المسيحية في شمال دمشق حسب ما ذكر الاحد المرصد السوري لحقوق الانسان واحد سكان المدينة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "ليلا دخلت قوات النظام الى المدينة لكنها عاودت الانسحاب جراء دخول أعداد كبيرة من مقاتلي الكتائب المقاتلة، إلى البلدة، والتي سيطرت عليها بشكل كامل". واكدت امرأة من سكان المدينة في اتصال هاتفي انسحاب الجيش وانتشار مقاتلي المعارضة في المدينة. وقد استنفرت قيادة اركان الجيش السوري الحر طاقاتها لاعداد خطط من اجل "ان تستغل الى اقصى حد" اي ضربة عسكرية غربية محتملة على النظام، بحسب ما صرح المستشار السياسي والاعلامي للجيش الحر لؤي مقداد. وقال مقداد في اتصال هاتفي "نحن في حال استنفار كامل ورئيس قيادة هيئة الاركان اللواء سليم ادريس يقوم بزيارات على الجبهات، وتم توحيد غرف العمليات في مناطق عدة، ووضعت خطة للتعامل مع الضربة واستغلالها الى اقصى حد". وفي الفاتيكان، كرر البابا فرنسيس معارضته للحرب في سورية مندداً ب"الحروب التجارية لبيع اسلحة" وب"انتشار" هذه الاخيرة، داعيا المسؤولين السياسيين الى "ايجاد حل عادل للنزاع الاخوي". وامام حشد كبير اكتظت به ساحة القديس بطرس، طلب البابا من المسيحيين "رفض" و"مكافحة الشر". وقال ان "ذلك يتضمن في ما يتضمن ان نقول لا للحقد الاخوي وللاكاذيب التي نستخدمها وللعنف تحت كل اشكاله ولانتشار السلاح والاتجار غير القانوني به". وتساءل البابا عن سبب وقوع نزاعات مثل النزاع في سورية مؤكداً ان ذلك يعود "للحرب التجارية لبيع اسلحة". وفي ردود الفعل ايضا، اكد رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي ان الضربة الاميركية المحتملة لسورية "غير مفيدة" معتبراً انها "ستشعل ناراً في العراق والمنطقة". وتاتي تصريحات النجيفي الذي يعتبر ابرز سياسي سني في العراق على خلفية الضربة المحتملة التي تلوح بها واشنطن ضد دمشق بدعوى استخدامها اسلحة كيماوية الشهر الماضي. وقال النجيفي في مؤتمر صحافي عقده في بغداد ان "لضربة العسكرية لن تكون مفيدة وستشعل ناراً ممكن ان تمتد الى العراق والى دول الجوار".