هبط سعر "برنت" في عقود أقرب استحقاق حتى 82.08 دولار أقل مستوى سعري ل"برنت" منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2010 وبحلول الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش سجّل 82.43 دولار للبرميل منخفضاً 2.35 دولار. ونزل سعر الخام الأميركي في العقود الآجلة دولارين ليصل إلى 76.78 دولار. وفي وقت سابق من التعاملات، سجل الخام الأميركي 75.84 دولار، أدنى مستوى له منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2011. وحام الفرق بينه وبين "برنت" حول ستة دولارات. وخفضت السعودية، أكبر مصدر للخام في العالم أسعار البيع الرسمية لشحنات كانون الأول (ديسمبر) إلى الولاياتالمتحدة لكنها رفعت أسعار البيع إلى أوروبا وآسيا. وتأثرت المعنويات بغياب المؤشرات إلى أن منظمة البلدان المصدّرة للبترول "أوبك" ستخفّض الإنتاج في سوق تتلقى إمدادات جيدة. وكانت تخمة المعروض العالمي والطلب الضعيف دفعا أسعار النفط للانخفاض أكثر من 27 في المئة عن ذروتها للعام الحالي المسجلة في حزيران (يونيو). وقال المحلّل الاستثماري من "فيليب فيوتشرز" دانييل أنج في مذكرة إن "هذه الخطوة الجريئة (لخفض الأسعار) تشير إلى عزم السعودية حماية حصتها في السوق الأميركية، وقد تظهر أيضاً نيتها الضغط على هوامش أرباح منتجي النفط الصخري الأميركيين"، مضيفاً أن "خفض السعر يؤكد بوضوح الوضع الهش لسوق الخام حالياً، مع محاولة كبار اللاعبين البقاء في هذه السوق المتخمة بالمعروض". وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي لوكالة "رويترز" اليوم الثلثاء، إن "بلاده قلقة في شأن تراجع أسعار النفط، لكن لا تشعر بالذعر إزاء الوضع". ورداً على سؤال في شأن ما إذا كان قلقاً من هبوط أسعار النفط مؤخراً وفقدها نحو ربع قيمتها منذ حزيران (يونيو) قال: "نعم نحن قلقون لكن لم يصبنا الذعر". وامتنع الوزير عن التعليق عندما سئل حول ما إذا كانت "أوبك" تعتزم خفض الإنتاج في اجتماعها المقبل في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) لدعم الأسعار. ومن المنتظر أن يكون اجتماع "أوبك" المقبل في فيينا أحد أهم اجتماعاتها منذ سنوات. وقال الوزير على هامش مؤتمر صناعي في أبوظبي "كما قلت دعونا ننتظر. لدينا اجتماع في نهاية الشهر (27 تشرين الثاني)". وأضاف "نحن كمجموعة من المنتجين لسنا الوحيدين الذين ننتج. دورنا هو إحداث التوازن في السوق عبر الإمدادات، وهو ما سنفعله دائماً". وبينما أبدت بعض الدول الأعضاء في "أوبك" مخاوف في شأن تراجع الأسعار، فإن المؤشرات تدل على أنه من غير المرجح أن تخفض المنظمة المستوى المستهدف للإنتاج. وخلال الأسبوع الماضي قال الأمين العام للمنظمة إنه "من المستبعد أن يتغير إنتاج أوبك كثيراً خلال عام 2015". وقالت إيرانوالكويت وهما أعضاء في المنظمة، إنه "من المستبعد خفض الإنتاج خلال الاجتماع المقبل"، فيما لم يصدر تعليق من السعودية بعد في هذا الصدد. وقال عدد من كبار المتعاملين في سوق النفط إنهم لا يستبعدون أن تخفض "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك) إنتاجها نظراً إلى أنها تحتاج إلى ذلك كما أنها اتخذت هذه الخطوة من قبل. وجاءت تصريحات المسؤولين الذين يديرون ويشاركون في ملكية عدد من كبرى شركات تجارة النفط في العالم، خلال قمة "رويترز" للسلع الأولية. ويعارض كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات "فيتول" و"جنفور" و"ميركوريا" التوقعات التي تستبعد تدخل "أوبك" لدعم الأسعار. وقال رئيس "فيتول" إيان تيلور "أرى أننا نهوّن حالياً من احتمال خفض "أوبك" (للإنتاج)... يقول الجميع إنها لن تُقبل على الخفض وأنا لست متأكداً بنسبة مئة في المئة. أعتقد أنه ستكون هناك مناقشات جادة في اجتماع أوبك بخصوص الخفض". ويرى الرئيس التنفيذي لشركة "جنفور" وصاحب حصة الغالبية فيها توربيورن تورنكفيست أن هناك مجالاً لتدخل "أوبك". وأضاف "أرى أنهم سيدافعون عن السوق على المدى القصير لحمايتها من الهبوط". وتابع "أعتقد أن السعوديين لن تكون لديهم مشكلة في خفض الإنتاج بواقع 400 ألف - 500 ألف برميل وربما تشهدون بعض الخفض الرمزي من دول خليجية أخرى. وقد تخفّض الكويت والإمارات العربية المتحدة نصف مليون (برميل) أو نحو ذلك". وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ميركوريا" رابع أكبر شركة لتجارة النفط في العالم ماركو دوناند، إن "أوبك" في حاجة إلى خفض الإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل يومياً بافتراض عدم رفع العقوبات عن إيران، مشيراً إلى أن نسبة احتمالات الخفض تصل إلى 50 في المئة. هبط سعر العقود الآجلة لمزيج النفط الخام "برنت" أكثر من ثلاثة في المائة اليوم الثلثاء، ليصل قريباً من 82 دولاراً للبرميل بعد يوم من خفض السعودية أسعار البيع الرسمية للولايات المتحدة.