تضاعف عدد محال بيع «البورغر» في الرياض في شكل لافت في الفترة الأخيرة، حتى باتت المطاعم الأكثر انتشاراً في الشوارع التجارية المزدحمة في وسط العاصمة السعودية، مثل شارعي التحلية والثلاثين في العليا. ففي الشارعين المتوازيين المفضلين لدى فئة الشباب، افتتح حديثاً أكثر من 12 علامة تجارية أجنبية، مطاعم لبيع «البورغر» لمواكبة الإقبال المتزايد من الزبائن من الجنسين. ويقصد الزبائن ومعظمهم من الشبان والفتيات مطاعم «البورغر» هذه الأيام، عند العشاء، خصوصاً مع تعذر الخروج في ساعات النهار بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تصل إلى أكثر من 40 درجة مئوية. فيما تخصص المطاعم الصالة الأكبر في المحل لقسم العائلات لكون حجم طلباتها أكبر، وفق أصحاب محال تحدثوا إلى «الحياة». وعلى رغم أن الازدهار التجاري في الرياض يجري على قدم وساق في شتى المجالات، تزامناً مع التوسع السكاني في المدينة السعودية ذات الستة ملايين نسمة، إلا أن الاستثمار في مطاعم الوجبات السريعة ولاسيما استقطاب الامتياز التجاري لمحال أجنبية متخصصة في بيع «البورغر»، بدا سمة يلحظها زائر الرياض بوضوح على حساب المطاعم العربية التقليدية. وتشتهر الرياض كبقية المدن السعودية بكثرة مطاعم بيع الأكلات الشعبية، وعلى رأسها الكبسة، بجانب مطاعم المشويات الشامية. لكن التوسع الأخير في مطاعم «البورغر» كان على حساب المطاعم الشعبية والشامية التي تنتشر في شكل أقل من مطاعم البورغر. ولا تبدو الكلفة العالية للحصول على امتياز تجاري لافتتاح مطعم «برغر» أجنبي، ولا كثرة الأسماء التجارية الأجنبية العريقة في بيع «البورغر»، عائقاً أمام رجال الأعمال للاستثمار بأسماء مطاعم جديدة. فحجم السوق «كبير والطلب عالٍ» كما يقول المستثمر عبدالعزيز سعيد الحاصل على امتياز تجاري لاسم أجنبي دفع مقابل الحصول على رخصته 35 ألف دولار (نحو 120 ألف ريال)، فضلاً عن تكبده دفع نسبة خمسة في المئة من مجموع مبيعاته الشهرية لمصلحة الشركة الأجنبية صاحبة الامتياز. ويرى المتخصص في دراسة استراتيجية السوق والتخطيط عبدالله الجارالله، أن تزايد الأسماء التجارية الأجنبية لبيع البورغر على حساب المطاعم الشعبية والشامية مؤشر إلى تغير عادات الناس الغذائية وتغير حاجات السوق، لافتاً إلى أن الرياض تعتبر إحدى أهم الأسواق في المنطقة نظراً إلى كثرة عدد السكان وحجم القوة الشرائية لديهم.