يقول عضو شرف نادي الاتحاد الأمير خالد بن فهد في إحدى المناسبات الأخيرة أن الاتحاد كغيره من الأندية الأخرى يعاني من خلافات وشد وجذب داخل مجلس أعضاء الشرف، غير أن ما يجعل الخلافات الاتحادية تتصدر عناوين الصحف، وتصبح الشغل الشاغل في الوسط الرياضي أن الله رزق الاتحاد ب«ثرثارين» في إشارة من الأمير إلى أن هناك من يحاول الظهور في وسائل الإعلام للحديث عن مشكلات النادي، وهذا الأمر بنظر عضو الشرف الاتحادي أمر بالغ السوء على اعتبار أن خلافات الأعضاء يجب أن تبدأ وتنتهي داخل البيت الاتحادي. وفي كلام الأمير خالد وجهة نظر يشاركه فيها كثير من أعضاء شرف الأندية السعودية، وكثيراً ما يعتبر مسؤولو الأندية خلافاتهم مع الأعضاء أمراً محظوراً لا يمكن الاقتراب منه، خصوصاً أن الإعلام كثيراً ما يتعاطى مع أجواء الخلافات بطريقة تبحث عن الإثارة ولو كلف الأمر التنازل موقتاً عن الصدقية والحياد... ولا أعتقد أنني أعرف نادي الاتحاد أكثر من الأمير خالد، غير أن للعميد خصوصية وطريقة في التعاطي مع الخلافات والطوارئ ليست لدى الأندية الأخرى، وهي طريقة تأقلّم الاتحاديون عليها على اعتبار أنهم يرون للمشجع الاتحادي حقاً في معرفة ما يجري داخل النادي من توجهات وصراعات... ونحن عموماً كمجتمع لنا خصوصية وطريقة سائدة في التعامل مع الخلافات تتمثل بالتعتيم من أجل احتواء الخلاف، وربما تكون هذه الطريقة الأقرب إلى نفوس الكثيرين ولكن اقتناعنا لا يكفي لأن نفرضها على الجميع فهناك من يؤمن بالشفافية والمكاشفة وحق أصحاب الشأن في معرفة الحقيقة... والأمر يبدو مألوفاً حتى في السياسة وتحديداً في عالمنا العربي، إذ لا يمكن أن يتحدث البعض في الإعلام عن الخلافات التي تحدث داخل الدوائر السياسية والبرلمانية على اعتبار أن تطويق الخلافات وإخماد حرائقها يبدأ بإغلاق الأبواب والتعامل معها بعيداً عن الإعلام، بينما يجد البعض في دول أخرى أن من الواجب نقل الصورة إلى الناس، وكثيراً ما نرى أحد النواب في البرلمان يخرج من الجلسة ليبحث عن أقرب تجمع للصحافيين من أجل أن ينقل لهم تفاصيل خلافاته مع من كانوا في جلسة البرلمان من دون أن ينتقده أحد أو يعتبره ثرثاراً!. وكثيراً ما يضرب الأمير خالد بن فهد بأعضاء شرف نادي الهلال مثالاً حسناً في التعتيم على الخلافات وحجبها عن الإعلام، مطالباً الاتحاديين بالسير على هذا النهج، غير أن ما فات على الأمير أن تركيبة أعضاء الهلال تختلف عن مثيلتها في الاتحاد إذ إن أعضاء شرف الهلال «المؤثرين» أبناء عمومة وأقارب وفي مجتمعنا من المحظور أن تظهر الخلافات العائلية إلى خارج جدران البيت، بينما في الاتحاد أعضاء الشرف «المؤثرين» أصدقاء ومعارف وفي مجتمعنا لا حديث إلا عن خلافات الاصدقاء وتداعياتها!. عموماً تبقى وجهة نظر الأمير خالد محل احترام، لكنني أعتقد أن للاتحاد خصوصية وطريقة في التعاطي مع الخلافات تجاوزت مرحلة التعتيم والحجب إلى الصراحة والمكاشفة احتراماً للملايين من مشجعي النادي، خصوصاً أن هذه الصراحة ربما كشفت عضواً فاسداً أو متقاعساً أو خائناً يجد ملاذاً وراء الأبواب والنوافذ الموصدة... ومهما كانت هذه الطريقة مثيرة للجدل إلا أنها جزء من خصوصية الاتحاد التي لا يمكن استبدالها بين يوم وليلة، وربما لو لم تكن هذه الخصوصية ميزة في الاتحاد لما تمكن الأمير خالد بن فهد عبر الإعلام من انتقاد محمد نور ونايف هزازي وطلعت لامي وأعضاء الشرف بصراحة متناهية ومن دون تحفظ !. [email protected]