جعل «الليل لباساً... والنهار معاشاً» تناسباً مع طبيعة البشر وتناغماً مع فطرتهم، إلا أنه بحلول الإجازات الرسمية يعزف المايسترو «ساعة الجسم البيولوجية» إيقاعاً مغايراً لنمط حياة الأفراد، ليصبح نهار أيامهم لباساً... ولياليها سهراً، مخالفين فطرتهم التي فطروا عليها. وما إن تحين لحظة انتهاء الإجازة الرسمية ويضرب جرس العودة إلى روتين الحياة الفطرية حتى تتغير إيقاعات المايسترو «ساعة الجسم البيولوجية» لحياة أفراد المجتمع، لتبدأ غالبيتهم الانخراط في أعمالهم وهم «سهارى»، إذ تواصلت ساعات لياليهم مع نهارهم، ما ينعكس سلبياً على الحالة الصحية من إرهاق جسدي واضطربات نفسية خلال أداء العمل. ويشرع المايسترو «ساعة الجسم البيولوجية» في تلك اللحظة بالعزف على إيقاع نمط «موظفي القطاع الخاص، ليكونوا أول الخاضعين لتغيير ساعتهم البيولوجية، والخوض في معمعة العمل بتضارب إيقاع حياتهم اليومية الناتجة من المرحلة الانتقالية، عازفاً بعد ذلك على نمط حياة موظفي القطاع الحكومي، ومختتماً عزفه على نمط حياة طلاب وطالبات التعليم. وعزف ساعة الجسم البيولوجية على أوتار نمط الحياة من حيث تغيير ساعات نومهم واستيقاظهم يؤثر سلبياً على نفسية أفراد المجتمع وأداء عملهم، إذ أكد المستشار النفسي وتطوير الذات الدكتور علوي عطرجي خلال حديثه إلى «الحياة» أن تغيير أوقات النوم يجهد الجسم في التأقلم مع نمط الحياة الجديد، إضافة إلى اضطراب الإفراز الهرموني الذي يجهد بدوره في التأقلم. وأضاف: «ساعات الليل هي المثلى للنوم، وتغييرها يؤثر على الحال النفسية للفرد، فيصاب باضطربات عصبية، تظهر في سلوك الغضب وسرعة الانفعال»، مبيناً أن الجسم يحتاج إلى فترة زمنية لكي يستجيب ويتأقلم مع الوضع الحالي، تختلف من شخص إلى آخر، إذ إن المعدل الطبيعي لتأقلم الجسم يتمثل في ثلاثة أيام. وشدد عطرجي على ضرورة تغيير نمط نوم طلاب المدارس قبل موعد البدء في الدراسة بأسبوع واحد، استعداداً للتأقلم مع نمط الحياة الجديد، وتجنباً لخوضهم في الاضطرابات النفسية والجسدية.