قال أطباء إن نسبة المرضى الذين يلتزمون بكلام الأطباء، بشأن الإفطار في رمضان يصلون إلى 10 في المئة فقط، بينما 90 في المئة لا يلتزمون برأي الطبيب الذي يدعوهم إلى الإفطار، مشيرين إلى أن السبب الرئيس هو الاعتقاد السائد بأن الصوم لا يضر، كما أن فترة الصوم قصيرة، ويمكن برمجة الليل لتناول الأدوية الخاصة في فترة النهار. وأشاروا إلى أن حالات قليلة هي التي تتأثر بالصوم من دون أخذ الاحتياطات اللازمة، واللجوء إلى الطبيب في برمجة وقت تناول الأدوية والأطعمة المناسبة، مؤكدين أن الطبيب لا يصر على المريض بالإفطار إلا في حالات معينة، يكون فيها تناول الأدوية وأخذ العلاج في أوقات محددة لا يمكن تأجيلها. وأشار اختصاصي الباطنية الدكتور محمد المبارك إلى حالات معينة يلجأ فيها الطبيب إلى تحذير المريض من خطورة الصوم، وأما بقية الأمور فإنه يترك له الخيار مع مساعدته في اتخاذ القرار الذي سيلتزم به. وأضاف: أنه في شهر رمضان قد يفاجأ الكثيرون بأن الالتزام بالأدوية أفضل من بقية الأشهر خصوصاً لمرضى السكري. وأوضح: «أن أكثر ما يقلق الطبيب في المرضى المزمنة أمراضهم مثل السكري أو الفشل الكلوي هو النظام الغذائي الذي لا يلتزم به المريض، ويترك لنفسه تناول بعض الأطعمة الممنوع منها». من جهته، يرى عبدالكريم السالم أن روحانيات شهر رمضان المبارك، وإيمانياته، «لها مكانة في قلب جميع المسلمين وليس من السهل على المسلم وإن كان مريضاً من الإفطار فيه، وموقنين أن التغيير في هذا الشهر هو الصح، وما دونه خطأ، ومن هنا، لا تخلو أيام الشهر الكريم من جدل عقيم بين أطباء ومرضاهم، بسبب برامج العلاج التي يضع لها الأطباء مواعيد معينة، بيد أنها تتبعثر بسبب الصيام، الذي يحرص عليه المرضى الصائمون، ويحذر منه الأطباء، الذين يتعمدون التأكيد في وصفات العلاج التي يكتبونها لبعض مرضاهم في رمضان، على ضرورة إفطار المريض لأنه يحتاج إلى جرعات علاج منتصف النهار، في خطوة تهدف إلى إرضاء ضمائرهم». ويرفض عبدالله الراشد تعليمات الطبيب، بضرورة الإفطار في أيام الشهر الفضيل مهما كانت الأسباب «كيف أفطر والناس من حولي صائمون، فمرض السكر الذي أعاني منه منذ سنوات، أشعر أنه لم يصل إلى مرحلة خطرة، تتطلب عدم الصيام»، مشيراً إلى أن «الطبيب المعالج، ينصحني بالإفطار وتناول جرعات الأنسولين بانتظام، خوفاً من نوبات السكر المفاجئة، بيد أنني أشعر أن حالتي الصحية تسمح لي بالصيام، بدليل أنني صائم منذ أيام الشهر الفضيل الجاري، ولم يحدث لي أي مكروه ولله الحمد، وهو الأمر نفسه الذي حدث في الأعوام الماضية». اضاف: «أعلم أن للطبيب معايير طبية وعلمية، يتسلح بها، وله عذره في هذا، بيد أن لي معايير دينية، أسير عليها أنا أيضاً، وهي أن الله دائماً في عون من يتقرب له بالعبادات والصلاة والصيام، ولا أبالغ إذا قلت ان المعايير الخاصة بي تكسب معايير العلم والطب. وأقر الراشد بأن جدلاً طويلاً حدث بينه وبين طبيبه في ما يخص الصوم «فأنا أتردد على الطبيب كل شهر تقريباً، لمعرفة إلى أين وصل مرض السكر لدي، وفي الأيام الأخيرة من شهر شعبان الماضي، وجدته يحذرني من الصوم، وعندما رفضت، دخلت معه في نقاشات عقيمة، يختلط فيها الكلام الطبي، ونظرية الاعتماد على الله، وفشل في نهايتها الطبيب في إقناعي بضرورة عدم الصوم، واكتفى بأنه حذرني شفوياً وتحريرياً بالكتابة على وصفة العلاج بضرورة الإفطار». وإذا كان الراشد جادل طبيبه وجهاً لوجه، فإن رضا الحسين، المريض بربو مزمن، فضّل أن يتجنب هذه النقاشات، وتظاهر أمام طبيبه بأنه يفطر رمضان «لم أجد كلاماً أقنع به الطبيب بأنني لن أتنازل عن الصوم، مهما وصلت حالتي الطبية، خصوصاً أن حالتي الصحية أخذت في التدهور، نتيجة أزمات الربو الشديدة»، موضحاً أن «النصائح المحذرة من الطبيب، أجد ضعفين منها، من الأهل والأبناء، ولكن لا أتخيل أنني سأفطر في نهار رمضان، فالأمر صعب على رجل مثلي، تجاوز الخمسين من العمر». ولا تقتصر نصائح الإفطار على كبار السن من المرضى بأمراض مزمنة، وإنما تشمل أيضاً أطفالاً يعانون أمراضاً، تستوجب الحصول على جرعات طبية على مدار اليوم، بحسب الدكتور شريف عوض، الطبيب في مجمع فجر الدمام الطبي «الجدال بين الأطباء والمرضى في رمضان، لم ولن ينتهي، فهي عادة درج عليها الجانبان منذ عشرات السنين، وبخاصة مع كبار السن من المرضى»، مشيراً إلى وجود أمراض مزمنة، تحتاج إلى جرعات علاجية، في منتصف النهار، وهذه الجرعات، إذا لم تؤخذ في مواعيدها، قد تهدد حياة بعض المرضى».