أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن دمشق «ستدافع عن نفسها» ي حال شن الغرب ضربة عسكرية ضدها، مؤكداً امتلاك بلاده وسائل دفاع عن النفس «ستفاجئ الآخرين». وأشار إلى أن موسكو «لن تتخلى» عن النظام السوري. وقال المعلم خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الوزارة في دمشق: «في حال صارت الضربة، أمامنا خياران: إما أن نستسلم، أو أن ندافع عن أنفسنا بالوسائل المتاحة، وهذا (الأخير) هو الخيار الأفضل. وسندافع عن أنفسنا بالوسائل المتاحة»، مؤكداً أن «سورية ليست لقمة سائغة، لدينا أدوات الدفاع عن النفس. سنفاجئ الآخرين بها». ووسط تصاعد التلويح الغربي باحتمال شن ضربة عسكرية رداً على هجوم مفترض بالأسلحة الكيماوية قرب دمشق الأربعاء الماضي، قال وزير الخارجية السوري إنه «يتحدى» الدول التي تتهم نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف خلف الهجوم، بتقديم أدلة على ذلك. وقال: «كلنا نسمع قرع طبول الحرب من حولنا. إذا كانوا يريدون العدوان على سورية أعتقد أن استخدام ذريعة السلاح الكيماوي باهتة وغير دقيقة. ذريعة غير دقيقة على الإطلاق». وأضاف «أتحداهم أن يظهروا ما لديهم من أدلة». وتابع المعلم: «لا يوجد بلد في العالم يستخدم سلاح دمار شامل ضد شعبه»، مشيراً إلى أن الغربيين «يبنون قصتهم على أوهام ويروجون لها لدى الرأي العام. إذا كان لديهم دليل ضد سورية فليتفضلوا بإظهاره لشعبهم. لا نريده نحن لأن لدينا ثقة بأننا لم نستخدم هذا السلاح». ورداً على اتهام وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ القوات السورية بتدمير آثار الهجوم المفترض في الغوطة الشرقيةلدمشق نتيجة مواصلتها القصف، قال المعلم إن «هذه الآثار لا تستطيع القوات السورية إزالتها لأنها تقع في مناطق سيطرة الجماعات المسلحة»، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة. وصعدت قوات الرئيس الأسد هجومها على مناطق في محيط العاصمة خصوصاً، في الغوطة الشرقية ومعضمية الشام جنوب غربي دمشق، ذلك في محاولة للسيطرة على معاقل للمقاتلين يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم. وأوضح المعلم أن القوات النظامية شنت الأربعاء «ضربة استباقية» على هذه المناطق و «بسبب هذه الضربة الوقائية ظهرت هذه الأمور على الإنترنت»، في إشارة إلى الصور والتسجيلات التي بثّها الناشطون على المواقع الاجتماعية، وقالوا إنها لمئات من ضحايا «الهجوم الكيماوي». وتابع: «إذا كانوا يعتقدون أن هذه الضربة العسكرية التي يخططون لها ستؤثر في الجهد العسكري الجاري حالياً في الغوطة، أؤكد لكم أنها لن تؤثر إطلاقاً». وقال المعلم رداً على سؤال: «نحن نريد أن نطمئن سكان مدينة دمشق أن غاية هذا الجهد العسكري تأمين سلامتهم. الجهد العسكري لن يتوقف. إذا كانوا يريدون الحد من انتصارات قواتنا المسلحة فهم واهمون». وشدد الوزير السوري على أن موسكو لن تتخلى عن حليفتها دمشق، وقال: «أؤكد أنه ليس هناك تخلٍّ روسي عن سورية. علاقتنا مستمرة في مختلف المجالات ونحن نشكر لروسيا وقوفها إلى جانب سورية ليس دفاعاً عن سورية بل دفاعاً أيضاً عن روسيا»، مضيفاً: «عماد قواتنا المسلحة يعتمد على العقود التي نبرمها معهم (الروس)، وهناك التزام من الطرفين بتنفيذ هذه العقود. روسيا جزء من صمودنا». وأكد أن «التنسيق على المستوى السياسي يكاد يكون شبه يومي عبر اتصالات هاتفية أو لقاءات مع الديبلوماسيين المقيمين». واعتبر المعلم أن أي ضربة عسكرية ستخدم مصالح إسرائيل وتنظيم «القاعدة» الذي ترتبط به بعض الجماعات الجهادية التي تقاتل ضد النظام السوري. وتابع المعلم: «أنا أعرف أن أي شيء يتحرك في هذه المنطقة يجب أن يخدم مصالح إسرائيل، بالتالي فإن مثل هذا العدوان يجب أن يخدم أولاً مصالح إسرائيل. ثانياً، سيخدم من دون شك الجهد العسكري الذي تقوم به جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة في سورية. إذاً، الولاياتالمتحدة وحلفاؤها يقومون بجهد حربي ضد سورية لخدمة إسرائيل أولاً، وخدمة جبهة النصرة في سورية ثانياً». وكان المعلم أشار إلى عدم وجود اتفاقية دفاع مشترك مع إيران، علماً أن مسؤولين إيرانيين هددوا في مرحلة سابقة ب «تفعيل» معاهدة الدفاع المشترك في حال تعرضت سورية لهجوم خارجي.