أعلن المدير عام لشركة كبريت «المشراق» التابعة لوزارة الصناعة والمعادن العراقية، سعد أمين فيصل، إبرام عقد استثماري مع شركة «ديفكو» الأميركية لاستكشاف مناجم جديدة لاستخراج مادة الكبريت وتنقيتها. وأوضح في تصريح إلى «الحياة» أن أعمال التأهيل مستمرة بوتيرة متصاعدة، بعد أن رصدت الخطة الاستثمارية حوالى 100 بليون دينار (حوالى 77 مليون دولار) منذ عام 2010 وعلى مراحل، استغلت بالكامل في شراء حفارات والمباشرة بالحفر وإنجاز حوالى 22 بئراً استكشافية وإنتاجية، والعمل متواصل لحفر 42 بئراً أخرى تكفي لإنتاج 500 ألف طن سنوياً من الكبريت الكامل النقاوة. وفي شأن العقد الاستثماري مع الشركة الأميركية أوضح سعد أنه يلزم الأخيرة تأمين وحدة تنقية الكبريت وإنجاز عمليات كشفية وحفر وتصنيع وحدة التصفية في الولاياتالمتحدة، كما يتضمن تدريب الملاكات العاملة على وحدة التصفية في أميركا ليتم بعدها تجهيزها ونصبها، متوقعاً الانتهاء من العمل والمباشرة بالإنتاج منتصف عام 2015». وتابع «للكبريت جدوى اقتصادية عالية وبالإمكان استرداد المبالغ المصروفة خلال سنوات من خلال الوفورات المالية المحققة، إضافة إلى تأمين الرواتب لموظفي الشركة، مؤكداً أن الكبريت مادة تصديرية وحاجة البلد إليها قليلة تقدر ب250 ألف طن». وأضاف «معمل حمض الكبريتيك التابع للشركة متوقف منذ سنتين أو أكثر ولا جدوى اقتصادية من إعادة تأهيله وقد أعدت الشركة دراسة لإنشاء معمل آخر كلفته حوالى 14 بليون دينار». وبدأت عمليات تعدين الكبريت في «المشراق» قرب الموصل عام 1972، وكانت الطاقة الإنتاجية تقدر ب1.25 مليون طن في السنة عام 1988، واستطاع العراق بمساعدة اليابان أواخر الثمانينات، زيادة أعمال كبريت «المشراق» من أجل زيادة صادرات الكبريت بنسبة 30 في المئة عليها عام 1987 والبالغة نصف مليون طن سنوياً وزيادة التصدير من حمض الكبريتيك بمعدل 10000 طن سنوياً. وتعد «الشركة العامة لكبريت المشراق»، إحدى شركات وزارة الصناعة والمعادن، الشركة الوحيدة في المنطقة التي تنتج الكبريت الرسوبي وتضم احتياطاً كبيراً يعتبر الأعلى عالمياً ويقدر ب600 مليون طن. يذكر أن الحروب والمشاكل الاقتصادية التي عانى منها العراق طوال عقود، حالت دون استغلال الكثير من الموارد الطبيعية التي يتميز بها هذا البلد، بخاصة الكبريت والفوسفات، التي تعتبر احتياطاتها الأعلى عالمياً.