استبعد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اندلاع حرب أهلية جديدة في لبنان على رغم الصراعات السياسية، مثلما استبعد انتخاب رئيس للبنان قريباً قائلاً لوكالة «رويترز» إن ملف الرئاسة اللبنانية «موضوع على طاولة البحث في مقايضات ومساومات على مستوى الشرق الأوسط ككل، ولا أرى انتخابات رئاسية على المدى المنظور». وأكد أن «الحرب الأهلية تحتاج إلى فرقاء يأخذون قراراً بها. ولا أرى أن أياً من الفرقاء الرئيسيين، حتى أخصامنا، عندهم أي نية للقيام بحرب أهلية في لبنان»، لكنه لفت إلى أن «في بعض الأوقات يحصل الأمر من دون قرار سياسي إذا كان هناك ضغط كبير. المجموعة السنية في لبنان تحت ضغط كبير نتيجة قتال «حزب الله» في سورية ونتيجة تعاطي الجيش اللبناني مع «حزب الله» بطريقة مختلفة عن بقية اللبنانيين»، مشدداً على وجوب «إزالة سبب الشكوى هذه لكي يستقر الوضع في لبنان بعمق وليس بمجرد تفاهم سياسي ووجود قرار سياسي بعدم انفجار الوضع في لبنان». ولفت إلى أنه «إذا وصلنا إلى 20 الجاري وليس هناك انتخابات نيابية ولا تمديد، فإنه في اللحظة التي يسقط فيها المجلس النيابي تسقط الحكومة وتصبح حكومة تصريف أعمال وبالتالي نقع في الفراغ الكبير. فهل هذا ما يريده الفريق الذي ينادي ليلاً ونهاراً بأنه ضد التمديد وفي الوقت نفسه لم يقمْ بأي خطوة للإعداد للانتخابات النيابية؟». ونبّه إلى «أن محاولة بعضهم دفع البلاد دفعاً إلى فراغ دستوري كامل قد يكون تحضيراً لنظام جديد وهذه عملية نحن كلياً ضدها في هذا الظرف بالذات لأنها سترمي لبنان في مجهول ما بعده مجهول». وجدّد استعداده للتخلّي عن ترشيحه للرئاسة مقابل تخلّي عون عن ترشيحه. وقال: «أنا مستعدّ في أي وقت من الأوقات للبحث مع الفريق الآخر، إذا كان الفريق الآخر جاهزاً، عن اسم ثالث لرئاسة الجمهورية وفي هذه الحال أتخلى عن ترشيحي. وأدعو العماد ميشال عون من جديد إلى التفاهم نحن وإياه على مرشح ثالث للرئاسة فلا هو مقتنع بي ولا أنا مقتنع به». وأكد أنه «لن تكون هناك مشكلة في اختيار المرشح الثالث»، ولكنه شدّد على رفضه «تعديل الدستور في مناسبة كل انتخابات رئاسية»، في إشارة إلى إمكان ترشّح قائد الجيش العماد جان قهوجي أو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وجدّد جعجع دعوته «حزب الله» إلى الانسحاب من سورية، قائلاً: «أنت تقاتل السنّة في سورية وتقول للسنّة في لبنان إنه يجب استبعاد الفتنة. لا تستطيع أن تقوم بخطوات تؤدي إلى فتنة وتنادي ليلاً ونهاراً بوجوب استبعاد الفتنة. عدم الوقوع في الفتنة يستوجب العودة من سورية إلى لبنان ووضع قرارك عند الدولة اللبنانية وانت جزء لا يتجزأ من هذه الدولة». وعن معارك طرابلس، قال جعجع: «لا نستطيع أن ندع الشيطان يجرّبنا في شكل مستمر. إذا استمرت المجموعة السنية في لبنان تحت الضغط وهذه الأجواء ستتحول أقسام منها تباعاً إلى مجموعات متطرّفة».