بدأت ممثلة الاممالمتحدة العليا لنزع الاسلحة انجيلا كاين في دمشق امس محادثات مع الحكومة السورية للتفاوض على دخول مفتشي الاممالمتحدة الى الغوطتين الغربية والشرقية للتحقيق بمزاعم استخدام السلاح الكيماوي يوم الاربعاء الماضي. وتعهد اكبر تنظيم عسكري معارض توفير الحماية الكاملة للمحققين خلال قيامهم بعملهم داخل الاراضي المحررة قرب العاصمة. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» ان كاين ستجري محادثات مع نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، وسط حملها تعليمات من الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بضرورة الاتفاق على دخول المفتشين «في اسرع وقت وليس خلال ايام او اسابيع». وكانت المعارضة اتهمت نظام الرئيس بشار الأسد بشن هجوم بأسلحة كيماوية ادى الى مقتل اكثر من 1300 شخص قرب دمشق. ونشرت صوراً عدة وأشرطة فيديو لضحايا مدنيين بُثت على الانترنت. ونفت دمشق ذلك. وتريد المجموعة الدولية ان يتمكن خبراء الاممالمتحدة الموجودون في احد فنادق العاصمة السورية منذ الأحد من التوجه الى ريف دمشق في اسرع وقت ممكن للتحقق من هذه الاتهامات. ودعا رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا بعد لقائه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في إسطنبول امس فريق التفتيش إلى زيارة موقع الهجوم الكيماوي. وقال: «هذه المجموعة من مفتشي الأممالمتحدة في سورية وفي دمشق الآن. نريدها أن تذهب إلى موقع (الهجوم الكيماوي) الذي يبعد كيلومترين فقط عن دمشق»، مؤكداً وجود أدلة دامغة على استخدام نظام الأسد لهذا السلاح ضد المدنيين في الأيام القليلة الماضية. الى ذلك، طالب الجربا خلال مؤتمر صحافي مع أوغلو ب «فرض حظر جوي وإنشاء مناطق آمنة لحماية المدنيين من أبناء الشعب السوري». وتزامن ذلك، مع اعلان النظام السوري ان مقاتلي المعارضة السورية استخدموا السلاح في المعارك المستمرة في دمشق. وذكر التلفزيون السوري الرسمي ان «وحدة من قواتنا الباسلة تطوق المنطقة في (حي) جوبر (عند اطراف العاصمة السورية) التي يعتقد ان ارهابيين استخدموا سلاحاً كيماوياً انطلاقاً منها»، لافتاً الى حصول الكثير من «حالات الاختناق» في صفوف الجنود الذين دخلوا حي جوبر. وأضاف التلفزيون ان «معارك عنيفة اندلعت في حي جوبر (الذي يسيطر عليه المعارضون) حيث تستعد قوات الجيش لشن هجوم لاستعادة السيطرة على هذا الحي». ولفت المصدر نفسه الى ان الجنود الذين أُصيبوا بالاختناق تتم معالجتهم. وكان نشطاء حاولوا الوصول الى مقر لجنة التحقيق لتسليم المفتشين عينات من «الكيماوي» الذي استخدم في الهجوم على الغوطتين الغربية والشرقيةلدمشق. في غضون ذلك، دعا «لواء الإسلام» لجنة التحقيق لدخول الأماكن التي استهدفتها قوات النظام بالسلاح الكيماوي، متعهداً «تسهيل عمل اللجنة تسهيلاً كاملاً فور وصولها، وتوفير الحماية لطاقمها خلال القيام بعملهم داخل الأراضي المحررة في دمشق وريفها». وجاء في بيان ان «نظام الاسد اطلق (يوم الاربعاء الماضي) صواريخ عدة حملت غازات سامة خرجت من جبل قاسيون حيث مقر اللواء 105 التابع للحرس الجمهوري، ومن مطار المزة في دمشق الواقعين تحت سيطرة النظام»، لافتاً الى ان الصواريخ أصابت الغوطتين الشرقية والغربية بالغازات الكيماوية السامة ما ادى الى مقتل 1300 شخص وإصابة 9838 شخصاً. كما اعلن «لواء الاسلام» عن مقتل ثمانية من مقاتليه وإصابة 50 مقاتلاً.