قال المرشح الأبرز لرئاسة الجمهورية اللبنانية سمير جعجع إن الانتخابات لن تجري قريباً، مستبعداً إندلاع حرب أهلية جديدة في لبنان على رغم الصراعات السياسية، مؤكداً أن بلاده لن تنزلق إلى حرب أخرى بفعل الصراعات التي تغذيها الطائفية. وقال جعجع (62 سنة) في مقابلة مع "رويترز" "موضوع الرئاسة اللبنانية مطروح على طاولة البحث في مقايضات ومساومات على مستوى الشرق الاوسط ككل. لذلك وللأسف لا أرى انتخابات رئاسة على المدى المنظور ونحن في حالة انتظار". وأضاف: "إن ما يمنع حصول انتخابات رئاسية في لبنان هو مقاطعة كتلتين، بالتحديد هما كتلة حزب الله وكتلة الاصلاح والتغيير للانتخابات الرئاسية". وأشار إلى أنه "إذا حصلت تسوية ممكن أن تساهم في انتخاب رئيس جمهورية من طريق ضغط إيران على حزب الله الذي هو من جديد عامل محلي". وقال في إشارة الى عون وحليفه "حزب الله" "فرقاء لبنانيون هم الذين يربطون الاستحقاق بأمور المنطقة"، مبدياً استعداده للتخلي عن ترشيحه في مقابل تخلي ميشال عون عن ترشحه. وأضاف: "في هذه المناسبة أدعو العماد عون من جديد إلى التفاهم نحن واياه على مرشح ثالث لرئاسة الجمهورية لأنه صراحة لا هو مقتنع بي ولا انا مقتنع به"، مؤكداً أنه لن تكون هناك مشكلة في اختيار المرشح الثالث. وشدد جعجع على رفضه تعديل الدستور، في إشارة الى إمكانية ترشح قائد الجيش العماد جان قهوجي او حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يقول بعض القانونيين انهما يحتاجان لتعديل دستوري. وحول التمديد أكد جعجع "إذا وصلنا إلى 20 تشرين الثاني (نوفمبر) وليس هناك انتخابات نيابية ولا تمديد ... وليست لدينا رئاسة جمهورية ولا مجلس نيابي. في اللحظة ذاتها التي يسقط فيها المجلس النيابي تسقط الحكومة وتصبح حكومة تصريف أعمال وبالتالي نكون قد وقعنا في الفراغ الكبير"، مضيفاً: "أصبحت المسألة الآن أبعد وأعمق من مسألة تمديد أو عدم تمديد أصبحت مسألة يجب الانتباه لها. أن محاولة البعض دفع البلاد إلى فراغ دستوري كامل، قد يكون تحضيراً لنظام جديد وهذه عملية نحن كلياً ضدها في هذا الظرف بالذات لأنها لا ترتكز إلى شيء وسترمي لبنان بالمجهول". وكرر جعجع دعوته لحزب الله للانسحاب من سورية قائلاً إن "وجوده هناك غذى حالة عدم الاستقرار في لبنان"، مشدداً على أن دور الحزب في سورية يضع أهل السنة في لبنان تحت ضغط كبير، مما يشير إلى خطر حدوث مزيد من الصراع الطائفي بسبب غضب السنة اللبنانيين من سياسة حزب الله". وأكد ان "الحرب الأهلية تحتاج إلى فرقاء يأخذون قراراً فيها. أنا صراحة لا أرى أي من الفرقاء الرئيسيين حتى أخصامنا عندهم أي نية للقيام بمثل هذه الحرب". وقال مخاطباً "حزب الله" "أنت تقاتل السنة في سورية وتقول للسنة في لبنان انه يجب استبعاد الفتنة... لا تستطيع ان تقوم بخطوات تؤدي إلى فتنة وتنادي ليلاً ونهاراً يجب استبعاد الفتنة ولا يجب ان نقع في الفتنة. لا يجب ان نقع في الفتنة تعالى من سورية وضع قرارك عند الدولة اللبنانية وهذه نقطة إجماع عند كل الفرقاء وخصوصاً انك جزء لا يتجزأ من هذه الدولة".