مجزرة بشعة تخطت كل قوانين الشرائع الدينية، والإنسانية، لا تختلف كثيراً عن مجازر هولاكو التي ارتكبها في بغداد قديماً، تلك هي مجزرة بشار الأسد، دراكولا العصر الحديث، ومصاص دماء شعبه الأعزل المغلوب على أمره، والمرهون لتصرفات قائده المجرم، الذي جعل من الغوطتين نهراً من الدماء البريئة بأسلحته السامة المشروعة وغير المشروعة، والفرق بينه وبين هولاكو أن هولاكو كان يحارب أمة يعتبرها عدوة له، أما بشار فيحارب شعبه الذي أعطاه الشرعية ليحكمه بالعدل والبناء، فقتله بالظلم والفناء، في ظل صمت مطبق من قوى العالم المتشدق بالديموقراطية، والدفاع عن حقوق الإنسان. أين هي أصوات الحق والضمير العالمي من هذه المجازر التي يذبح فيها الشعب السوري كل يوم على مدار ثلاثة أعوام، من دون أن نرى أميركا ودول الاتحاد الأوروبي تتحرك لوضع حد لهذا الجزار الذي لا يمت لا للإسلام، ولا للإنسانية، بأية صلة؟ لماذا أسرعوا في التدخل في ليبيا سريعاً، وتخاذلوا عن نصرة الشعب السوري؟ لماذا مجلس الأمن يتفرج، تشاركه هيئة الأمم المجرمة التي أصبحت شريكاً رسمياً لبشار الأسد في جرمه وإرهابه لشعبه، الذي لم يبق منه إلا القليل ما بين مشرد، وهارب، ورهين لآلية بشار وأعوانه من المجرمين؟ جيش، ودول ضالعة في الدماء مثل إيران، وروسيا، والصين، وحزب الله، انضمت إليهم أميركا، هذه الدولة التي أصبحت تشكل خطراً على العالم وشريكاً رسمياً للمجرم بشار الأسد، أميركا ظهرت لنا بوجهها البشع هي والاتحاد الأوروبي عندما قامت قائمتها ضد مصر، لأن مصر تواجه إرهاباً من جماعة اختطفت الحكم في مصر فرفضها الشعب، واستعان بجيشه عليها، فلما أطاح بها مستمداً قوته وشرعيته من الشعب الذي قال كلمته وفوّض جيشه، خرجت علينا أميركا تهدد مصر وتتوعدها بحجة أنها قضت على الديموقراطية، وهي تعرف جيداً إنما قضت على مخططاتها في القضاء على الجيش المصري وتقسيم الدول العربية. هي تشغل الجيش المصري الآن بجماعتها وإرهابهم، وزرع الفوضى في مصر حتى لا يتسنى للجيش المصري الذي بإمكانه التدخل مع العرب في لجم إجرام بشار وزمرته. أميركا التي قضت على جيش العراق أرادت أن تلحق به الجيش المصري، لكن إرادة الله كانت لها بالمرصاد فجنّ جنونها، فدخلت شريكاً رسمياً في دماء السوريين، قبل أعوام أطلقت أميركا عنواناً في إعلامها، لماذا يكرهوننا؟ كأنها لا تعرف الإجابة، وهي تؤجج الكره لها في كل تدخلاتها الملتوية في شؤون العرب وحكوماتهم، وسكوتها وتغاضيها عن القضايا العادلة لهم، والتي بحكم ريادة أميركا للعالم يحتم عليها وقف الظلم عن الأمم، ومناصرة الشعوب المقهورة كالشعب السوري. العالم العربي الذي قد يعوّل عليه الوقوف مع الشعب السوري، أشغلته أميركا بما يسمى الربيع العربي ليقتل بعضه بعضاً، أو ليتآمر ضد وطنه، أو ليتظاهر ليقمع لكي تتدخل، كما في ليبيا، وإلا لتتفرج كما هو حادث الآن في سورية. حاولت المملكة العربية السعودية التدخل بكل ما أوتيت من ديبلوماسية وثقل لحكومتها، ولكن جهودها وحدها فقط لن تثمر عن شيء في ظل التآمر الدولي على سورية وحليفتها إيران، التي تدعي أميركا أنها عدوتها وهي تساندها في عدائها، كذلك تركيا التي تدعي المساندة وهي لها طموحاتها في زعزعة الوطن العربي، لتحقق أميركا مخططها في تقسيم العرب إلى دويلات، وتحقق إيران مشروعها في إعادة الإمبراطورية الفارسية، وتحقق تركيا مشروعها في إعادة الخلافة العثمانية، هذه هي باختصار مأساة سورية في ظل عالم يخطط للسلطة على حساب الدماء، وموت الإنسانية. [email protected] @zainabghasib