هذه الرسالة وصلتني اليوم عبر الإيميل، وهي على غرار رسائل عدة تصل إلى أكثر من شخصٍ ابتلي في عصرنا الحاضر بالتواصل مع الآخرين عبر الشبكة! يقول المرسل وهو بالمناسبة شخص مجهول لا أعرفه ولا أثق به ولا بأبيه! قال المهندس أشرف - مين أشرف هذا؟! - بأنه بعد أن انتهى من شراء حاجياته من (إحدى محلات التسوق الكبرى بالرياض) وبعد دخوله مركبته استعداداً للمغادرة، فاجأه شخص يلوح ببطاقة تعارف! -لعله يقصد بزنس كارد- ويطلب منه أن يخفض شباك المركبة ليأخذ البطاقة منه، إلا أن المهندس رفض و قاد مركبته بسرعة. لماذا اختار سعادة المهندس أشرف الفرار من الموقع؟! لأن رسالة مجهولة عن طريق الإيميل حذرته من تلقي الركبان! أعني حذرته من قبول أي بطاقات مجهولة في الشارع، بسبب تلطخها بمادة مخدرة غريبة اسمها (بروندانجا) على وزن (بروبجاندا) وأن إحدى السيدات تلقت تلك البطاقة فشعرت بالدوار ولاحظت أن مركبة أخرى تقوم باللحاق بها وهي لا تملك من زمام أمرها شيئاً ! إلخ ... وفي نهاية الإيميل رجاء حار - مشفوع بالايمان - بإعادة التدوير! يعني الإرسال لأكثر من شخص في القائمة كي يعم الخير والسلام في زمن الرعب من الهمسات! لصالح من تروج هذه الإشاعات؟! وإن كنت أصوت وبشدة مع من ينادي بعدم قبول أي أوراقٍ أو منشوراتٍ أو عيناتٍ مجهولة المصدر كثقافة وعيٍ وإرشادٍ وتحذير، ممن يسيئون للآخرين عبر تمرير أجندةٍ خاصةٍ تضر في مجملها ولا تنفع. لكنه وفي المقابل انتشار ثقافة الرعب ونشر الإشاعات في مجتمعاتنا أصبحت ظاهرةً هي الأخرى تستحق التأمل ومحاولة البتر، حتى إن المواطن أصبح يمشي جوار الحائط وهو يخشى من تبعات مشيته في بعض دول العالم الثالث، وأذكر أن مقطعاً لإحدى برامج الكميرات الخفية في دولةٍ عربيةٍ قام فيه مخرجه بوضع حقيبة سوداء على الأرض، سرعان ما تحلق حولها بضعة فضوليين، وما إن اكتمل الجمع حتى صرخ أحدهم : كبسه! يعني مداهمة شرطة. في غمضة عين لم يبق أحد جوار تلك الحقيبة السوداء! [email protected]