أكد السائق القطري ناصر صالح العطية مشاركته في رالي لبنان الدولي ال36 الذي ينظمّه النادي اللبناني للسيارات والسياحة، وبعدما غاب عن نسخة العام الماضي بسبب الحظر الذي فرضته دولة قطر على رعاياها للمجيء إلى لبنان جراء الأحداث الأمنية. لكن يبدو أن العطية مصمّم على المشاركة في الحدث الرياضي الوحيد الذي يقام على مسارات معبدة ضمن بطولة الشرق الاوسط للراليات، ويشكّل جولتها الرابعة ومقرر من 5 إلى 8 أيلول (سبتمبر) المقبل. وسيحضر السائق "العنابي" إلى لبنان متسلّحاً بإنتصاراته الثلاثة التي حققها في البطولة الإقليمية هذا الموسم، وتحديداً في قطر والكويت والأردن، ليهيمن على الترتيب العام الموقت للسائقين برصيد 75 نقطة. وكان العطية حقق 6 إنتصارات متتالية في البطولة، وتحديداً منذ رالي الأردن العام الماضي (11 13 تشرين الأول/أكتوبر 2012)، وأتبعه بفوز في رالي قبرص (2 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2012) ودبي (29 تشرين الثاني 1 كانون الأول/ديسمبر 2012)، ليعود ويهيمن على الجولات الثلاث الأولى للبطولة هذا العام. ومن يشاهد العطية، الذي حقق 14 فوزاً من أصل 23 رالي منذ العام 2010، سيدرك فوراً أن هذا السائق مجبول في قالب من الشغف للراليات، وتحديداً داخل المراحل الخاصة للسرعة. وحتى الكثبان الرملية في الصحارى تعرفه كونه تألق مرات عدة في كأس العالم للراليات الصحراوية الطويلة وبطولة الباجا التي أحرز لقبها عام 2008، كيف لا وهو إبن هذه الصحراء. ولا شك أن إسم العطية سيمنح رالي لبنان زخماً إضافياً بسبب الموهبة القيادية التي يتمتع بها بعدما أثبت أنه أكثر من سائق راليات، بل رياضي متكامل وأحد أبرز الرياضيين في العالم العربي، وهو عرف أيضاً كيف يحفر إسمه بأحرف من ذهب في بطولة العالم للرليات، بداية بفوزه بلقب سيارات الإنتاج "المجموعة ن" عام 2006 (فاز في راليي الأرجنتين واليونان وحصد 40 نقطة)، ومن ثم بإنضمامه الى فريق "سيتروين" العالمي العام الماضي، وهذا العام يدافع عن ألوان فريق "قطر وورلد رالي تيم" خلف مقود "فورد فييستا آر،أس دبليو،آر،سي". وقد نجح في إحتلال المركز الخامس في الترتيب العام في راليات المكسيك، البرتغال واليونان. العطية الذي حقق أحلاماً كثيرة ومنها حصده لقب رالي داكار 2011 على متن فواكسفاغن وإحرازه الميدالية البرونزية لمسابقة الرماية "السكيت" في دورة لندن الأولمبية 2012، لا يزال يتطلّع إلى الفوز بلقب رالي لبنان الدولي. كما قرر العام الماضي "بناء" سيارة "باغي" تحمل ألوان قطر للمشاركة خلف مقودها في تحدّي داكار المتطلب والصعب، بإشراف مدير فريقه اللبناني رؤوف منعم. ومن ينظر إلى سجل العطية لا بدّ أن يدرك أهمية ما يفعله. فقد أحرز 48 فوزاً على المسارات الشرق أوسطية، ما يجعله ثاني أنجح سائق في البطولة بعد بطل الشرق الأوسط 14 مرة الإماراتي محمد بن سليّم (60 فوزاً). كما أحرز اللقب الإقليمي 8 مرات أعوام 2003، 2005، 2006، 2007، 2008، 2009، 2011 و2012، ولم "يهرب" منه اللقب الغالي في السنوات ال10 الأخيرة إلاّ مرتين (2004 لصالح الإماراتي خالد القاسمي، و2010 لصالح القطري مسفر المري). وينتظر أن يقود العطية سيارة "فورد فييستا آر،آر،سي" في رالي لبنان، وقال في هذا الصدد: "أريد الفوز بلقب بطولة الشرق الأوسط للمرة التاسعة في مسيرتي، وآمل أن أتمكن من حصد الجولات كلها. وقد تمكنت من تحقيق ذلك في الراليات الثلاثة الأولى هذا العام". وزاد العطية الذي سيشارك في رالي ألمانيا الدولي، الجولة التاسعة من بطولة العالم قبل قدومه الى لبنان: "أدرك جيداً مدى صعوبة رالي لبنان الذي يُقام على مسارات معبدة، خصوصاً أنني غبت العام الماضي عن المنافسات، ولكن على رغم ذلك أنا مصمم على الفوز. أعتقد أن مشاركتي في رالي ألمانيا الذي يُقام على مسارات معبّدة أفضل تحضير للحدث اللبناني، وآمل أن أتمكن من إحتلال أحد المراكز الخمسة الأولى". ويتذكر عشاق الراليات الصراع الساحر الذي جمع بين العطية وروجيه فغالي في العام 2011، عندما نجح القطري في تسجيل أسرع الأوقات في 9 مراحل خاصة للسرعة، بينما نجح السائق اللبناني في إحراز لقبه التاسع في هذا الحدث الكبير.