رحبت الحكومة السورية بوصول مفتشي الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة ووعدت بالتعاون معهم وتسهيل عملهم. وقال وائل الحلقي رئيس الوزراء السوري في دمشق إن بلاده ستتعاون فيما تم الاتفاق عليه مع البعثة الدولية للتفتيش عن الأسلحة الكيماوية، وإن مسؤولين في وزارة الخارجية أعدوا كل الإجراءات اللازمة لجعل عمل هذه البعثة ناجحاً. واتهم الحلقي تركيا بدعم مقاتلي المعارضة بالأسلحة الكيماوية التي استخدمت في خان العسل قرب حلب. ووصل فريق من خبراء الأسلحة الكيماوية من الأممالمتحدة إلى دمشق أمس الأحد للتحقيق في الاستخدام المحتمل لأسلحة كمياوية في الحرب الدائرة في سورية. وتبادلت الحكومة السورية الاتهامات مع مقاتلي المعارضة باستخدام أسلحة كيماوية في خطوة قالت الولاياتالمتحدة إنها تمثل تجاوز "خط أحمر" في الصراع الذي أدى إلى مقتل 100 ألف شخص حتى الآن. وسببت قضية استخدام أسلحة كيماوية انقساما بين القوى العالمية شأنها في ذلك شأن الصراع السوري بصفة عامة، وقالت واشنطن في حزيران (يونيو) إنها تعتقد أن قوات الحكومة السورية استخدمتها على نطاق محدود، في حين قالت موسكو في تموز (يوليو) إن مقاتلي المعارضة اطلقوا غاز السارين قرب حلب في آذار (مارس). وسيحاول فريق الأممالمتحدة الذي يضم خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التحقق فيما إذا كان جرى استخدام أسلحة كيماوية مثل غاز السارين وغازات سامة أخرى وليس من الطرف الذي استخدمها. ورفض الفريق المؤلف من 20 عضواً الحديث للصحافيين بعد وصول اعضائه الى الفندق الواقع في وسط دمشق. وكان الفريق بقيادة العالم السويدي اكي سلستروم في حالة تأهب منذ أوائل نيسان (أبريل) لزيارة سورية، لكن البعثة تعطلت لشهور بسبب المفاوضات حول مدى التعاون الذي ستقدمه دمشق. وطلبت الحكومة السورية التحقيق في خان العسل قرب حلب متهمة مقاتلي المعارضة باستخدام الاسلحة الكيماوية التي أسفرت عن مقتل 25 شخصا وإصابة 130 آخرين. وأصر مسؤولون سوريون في بادئ الأمر على أن الفريق يجب أن يحقق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية في خان العسل، لكن الفريق تلقى طلبات بالتحقيق في أكثر من عشر وقائع أخرى خاصة حول دمشق وحمص وبلدة سراقب في الشمال. ويعتزم الخبراء الآن زيارة خان العسل وموقعين آخرين لم يتم تحديدهما بعد.