باريس - أ ف ب - اكتشف باحثون يعملون في سبع دول اختلافات في ثلاث جينات تلعب دوراً في الإصابة بداء الزهايمر، وقد يفتح هذا الاكتشاف افاقاً جديدة لمعالجة هذا المرض الذي يتلف الجهاز العصبي للإنسان. والزهايمر هو المسبب الرئيس للخرف وتلعب فيه الوراثة دوراً كبيراً، ذلك ان السبب الجيني يقف وراء حالة من بين كل أربع حالات تقريباً، علماً أن الطب لا يزال يجهل الجينات المعنية بالمرض وآليات عملها المعقدة. واكتشفت ثلاث جينات على صلة بداء الزهايمر «العائلي» وهو نوع نادر ومبكر تظهر بوادره قبل سن الستين. اما في ما يخص النوع «العشوائي» والأكثر شيوعاً وحيث لا يلعب التاريخ العائلي دوراً في اصابة المريض، فلم تكتشف سوى جينة واحدة هي «ايه بي او اي4»، وذلك في العام 1993. وأكد فريق بريطاني وآخر فرنسي ان دراسة «دي ان ايه» (الحمض الريبي النووي المنقوص الأكسجين) 36 الف شخص، ادت الى اضافة ثلاثة عناصر جينية الى الخريطة المعروفة اصلاً، وقد ظهرت اختلافاتها على نحو واضح لدى الاأشخاص المصابين بالزهايمر. وقد يكون هذا الاكتشاف مفيداً في البحث عن اداة تشخيصية تساعد الناس المعرضين للإصابة بالمرض بنسب عالية على اتخاذ قرارات تتعلق بنمط عيشهم، وإن كان لا يزال ايجاد علاج لهذا الخلل بعيد المنال. ويمكن كذلك ان يساعد الاكتشاف على التوصل الى دواء يحارب تبعات الجينات المسؤولة عن المرض. وعند الإصابة بالزهايمر تنتشر في الدماغ مجموعة من البروتينات تسمى اللويحات النشوانية فضلاً عن حبائك تاو، لا سيما في قشرة المخ والحصين، وهي تؤدي الى تدمير الخلايا الدماغية وصلاتها. وإلى الآن لا وجود لعلاج لمرض الزهايمر، غير ان بعض الباحثين متأكد من ان الجيل الأول من الأدوية الذي من شأنه ان يبطىء او ان يوقف انتشار المرض، لم يعد بعيد المنال. ولا تتمتع الأدوية المتوافرة راهناً سوى بتأثير موقت. ويصيب هذا الداء في المقام الأول الأشخاص الذين تجاوزوا منتصف الستين.