توفي فجر الأحد الناقد السينمائي وكاتب السيناريو السوري رفيق الصبان المقيم في العاصمة المصرية منذ مطلع السبعينات من القرن الماضي، عن 82 عاماً، بحسب ما أفاد مصدر في عائلته وكالة فرانس برس. وتزامن تاريخ رحيل رفيق الصبان مع تاريخ ميلاده، فهو من مواليد السابع عشر من آب (أغسطس) من عام 1931 في دمشق، إذ بدأ مشواره الفني مخرجاً لعدد من المسرحيات العالمية. وانتقل في السبعينات إلى القاهرة، إذ أسهم في الحركة الفنية المصرية من خلال تدريسه فن كتابة السيناريو في المعهد العالي للسينما إلى جانب كتابته سيناريو أكثر من 25 فيلماً و16 مسلسلاً تلفزيونياً. وكان لكتابته النقدية في السينما دوراً مهماً في تشجيع النقد واعتبر الناقد سيد محمود أن «كتابة رفيق الصبان عن أي فيلم من الأفلام كانت تشجع القارئ على مشاهدة الفيلم استجابة لجمالية كتابته إن كانت تحمل وجهة نظر سلبية أو إيجابية حول هذا العمل». وكان رفيق الصبان «جاء القاهرة صدقة قبل 41 عاماً في طريقه عائداً إلى باريس التي حصل من جامعاتها على شهادة الدكتوراه ليستكمل حياته فيها بعد أن قرر مغادرة وطنه سوريا، إلا أن عمله على كتابة سيناريو زائر فيلم الفجر للمخرج الراحل ممدوح شكري حال دون ذلك». و«زائر الفجر» هو أول فيلم مصري في مطلع السبعينيات يفضح مراكز القوى (في النظام المصري أيام السادات) ويكشف ما كان يجري في المعتقلات، سابقاً بذلك فيلم الكرنك للمخرج الأشهر في معالجة هذا الموضوع علي بدرخان، بحسب الناقد طارق الشناوي. وأضاف الشناوي في حديث لوكالة فرانس برس أن الصبان أبلغه أنه بعد عمله في هذا الفيلم لم يستطع الإفلات من جاذبية المناخ المصري الذي «يحمل جينات الإبداع ويمنحها لمن يعيش على أرضه». واستمر الصبان بعدها في تدريس فن كتابة السيناريو في المعهد العالي للسينما، وكتابة السيناريو والمئات من المقالات النقدية. وبحسب الشناوي، أصبح «وضع اسم رفيق الصبان على أي فيلم يعني علامة للجودة». ورغم أن الصبان لم يحمل الجنسية المصرية إلا أنه كان يحسب على المصريين في حالة مشاركته في لجان تحكيم دولية وهو الوحيد الذي حصل على عضوية نقابة السينمائيين المصرية والجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما. ورفيق الصبان هو أحد مؤسسي المسرح القومي السوري ثم عمل على تشكيل فرقة خاصة به تحت اسم «فرقة الفكر والفن» كما أسس فرقة المسرح الدرامية التابعة للتلفزيون السوري وكان من أهم ما أخرجه للمسرح في هذه الفترة «انتغونيا» لسوفكليس و«تاجر البندقية» و«ماكبث» و«يوليوس قيصر» لشكسبير «وحكاية حب" لناظم حكمت و«الزير سالم» لألفرد فرج. ومن الأفلام التي ألفها «الإخوة الأعداء» و«اذكريني» و«حبيبي دائماً» و«قطة على نار» و«ليلة ساخنة» و«البؤساء» و«الرغبة». وترك الصبان المئات من المقالات النقدية في السينما والدراما التلفزيونية والعروض المسرحية والموسيقى، وجيلاً من التلاميذ الذي درسوا علي يديه في المعهد العالي للسينما فن كتابة السيناريو.