أبلغت إسرائيل رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن دمبسي أمس، أن طهران «متورطة بكل النزاعات في المنطقة»، الأمر الذي اعتبرته «يزعزع استقرار الشرق الأوسط»، فيما حرص دمبسي على نيل ضمان بامتناع الدولة العبرية عن شنّ هجوم على إيران، لمنح الديبلوماسية فرصة. أتى ذلك خلال لقاء الجنرال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، في حضور رئيس أركان الدولة العبرية الجنرال بيني غانتس، وبثّت الإذاعة الإسرائيلية أن محوره كان البرنامج النووي الإيراني. وقال يعالون إن إسرائيل تتوقع تعزيز علاقاتها مع الولاياتالمتحدة «خصوصاً في ظل التطورات المتواصلة في المنطقة، وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط الناجم، ضمن أسباب أخرى، عن سلوك النظام الإيراني المتورط بكل نزاع فيها». ورأى أن زيارة دمبسي لإسرائيل «تشكّل فرصة لمناقشة التطورات التي تتمحور كلها حول التغيير»، مضيفاً: «أمامنا تحديات ضخمة في الشرق الأوسط، ونتقاسم مصالح وقيماً مشتركة، وثمة حاجة إلى تنسيق الخطوات الواجب اتخاذها أمام هذا الوضع... هناك مسائل جديرة بالبحث، تتصل بالسؤال التالي: ما الذي يجب فعله في الوضع الراهن في الشرق الأوسط»؟ أما دمبسي فأبدى سعادته بزيارة إسرائيل مجدداً ولقائه يعالون وغانتس وأبرز قادة هيئة الأركان، إضافة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وقال: «ناقشنا كل المسائل المطروحة والتي تهم مصالحنا المشتركة، وأوضحت لشركائي في إسرائيل عمق التزامنا مصالحها الأمنية». وأعرب يعالون عن رغبته في مواصلة تعزيز العلاقات بين تل أبيب وواشنطن. وكان دمبسي أعلن أن أحد دوافع زيارته الدولة العبرية هو «الرغبة في مواصلة بناء علاقات متينة بين جيشينا، وهذا أساس لتحقيق كل شيء». وأشار نتانياهو خلال لقائه دمبسي، إلى «تهديدات كثيرة جداً في المنطقة»، مستدركاً أنها «تتقزّم أمام تهديد امتلاك إيران سلاحاً نووياً، ونعمل معاً لتأمين تجنّب ذلك». ورحّب بتصريحات للرئيس الأميركي باراك أوباما، أدلى بها خلال زيارته إسرائيل قبل أشهر، عن «قوة الحلف الاستراتيجي والتعاون الأمني» بين واشنطن وتل أبيب، و «تأكيده مجدداً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أي تهديد». ولفتت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن مسؤولي الدولة العبرية أبدوا خشيتهم من اعتبار الرئيس الإيراني حسن روحاني «معتدلاً وبراغماتياً، ما قد يُحدِث تغييراً في موقف المجتمع الدولي من إيران، فيما تواصل سعيها إلى امتلاك سلاح نووي». وأضافت أن دمبسي انتهز زيارته لتأمين امتناع إسرائيل عن توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية، إفساحاً للمجال أمام الديبلوماسية.