قال مسؤول في الأبحاث العملانية في منظمة "أطباء بلا حدود" إن الوضع أقرب الى كارثة في سيراليون، حيث قضى وباء "ايبولا" على سكان قرى بأكملها، في حين أشارت "منظمة الصحة العالمية" في آخر حصيلة نشرتها الى وفاة 4951 شخصاً في الفيروس. وقال الطبيب روني زاخاريا على هامش مؤتمر طبي في برشلونة لوكالة "فرانس برس" إن "مرضى توفوا ومجموعات زالت من دون أن يظهر ذلك في الاحصاءات"، معتبراً أن الأرقام الرسمية المتعلقة بضحايا هذا الوباء "أقل بكثير من الواقع". وتفيد آخر حصيلة ل "منظمة الصحة العالمية" بأن الحمى النزفية الناجمة عن فيروس "ايبولا" والمعدية أودت بحياة 4951 شخصاً من صل 13 ألفاً و567 أصيبوا بالمرض حتى 29 تشرين الأول (أكتوبر). وتركزت كل الإصابات والوفيات تقريباً في ثلاث دول في غرب افريقيا هي: ليبيريا وسيراليون وغينيا. ودعا زاخاريا الذي زار أخيراً المناطق الريفية في سيراليون، خلال مشاركته في المؤتمر الخامس والأربعين لأمراض الرئة في برشلونة الى تعزيز مكافحة المرض. وقال ل "فرانس برس" إن "الوضع كارثي"، مضيفاً أن "بعض القرى زالت عن الخريطة". وتحدث الطبيب عن "قرية كانت تضم أربعين نسمة توفي منهم 39 ولم ينج سوى شخص واحد". كما تحدث عن قرية أخرى "أودى المرض فيها بحياة 12 من أفراد عائلة واحدة من الجدّين الى الوالدين الى الأحفاد". وعبّر عن أسفه لأن "أياً من هذه الحالات لم يُدرج في الإحصاءات". وذكّر بوضع الأنظمة الصحية المحلية التي بلغت حدها الأقصى، مشيراً الى أن بعضها "لا يملك سوى ثلاث سيارات إسعاف لكل 400 ألف نسمة". ولفت الى الصعوبات التي تواجه المراكز الصحية حيث يقتل "إيبولا" الطواقم التي تعتني بالمرضى. وقال إن "هذه الدول فيها ممرضة واحدة فقط لكل عشرة آلاف نسمة. كيف تريدون أن يعمل النظام الصحي عندما يفتك المرض ب 10 أو 11 أو 12 ممرضة؟". وعبّر الطبيب نفسه عن ارتياحه للوعي الذي سجل في أوروبا بعد وصول المرض. وأمل في إرسال مزيد من الطواقم الطبية ووسائل النقل والمعدّات اللوجستية، قائلاً: "يجب أن نعمل بسرعة ليس في كانون الأول (ديسمبر) أو كانون الثاني (يناير)، بل الآن". وفي سيراليون رست في فريتاون الخميس السفينة الطبية البريطانية "ارغوس" التي تقل 350 شخصاً بينهم 80 طبيباً وممرضاً. الى ذلك، قالت الحكومة الكندية أمس الجمعة إنها "ستوقف إصدار تأشيرات السفر للأشخاص القادمين من دول غينياوليبيريا وسيراليون. وأوضحت وزارة المواطنة الاتحادية في تفسيرها لهذه الخطوة في وثيقة رسمية أن "دخول أو انتشار هذا المرض، سيمثل تهديداً فورياً وخطراً على الصحة العامة". وبموجب هذه القواعد الجديدة والتي يبدأ سريانها على الفور، لن تباشر كندا طلبات الحصول على تأشيرات سفر اليها من مواطنين أجانب كانوا في أي دولة متأثرة ب "إيبولا" خلال الشهور الثلاثة السابقة. وأثار قرار الحكومة المحافظة انتقادات من الحزب الديموقراطي الجديد المعارض. وقال مسؤول الملف الصحي في الحزب ليبي دافيس في بيان: "الخبراء الذين نعتمد عليهم في مكافحة إيبولا يقولون إن هذا ليس النهج الصحيح".