في اول تصريح له في اسرائيل، اكد رئيس الهيئات المشتركة للقوات المسلحة الاميركية، مارتن ديمبسي، ان "الملف السوري سيحتل جانباً هاماً" من مباحثاته مع المسؤولين في اسرائيل والاردن، خاصة الاسلحة الكيماوية في المخازن السورية، مشيراً الى ان "قوات النظام السوري تقوم بنقل الاسلحة الكيماوية من مكان الى آخر بهدف ضمان امنها"، فيما الولاياتالمتحدة تراقب تحركات قوات المعارضة السورية وتحاول تحديد طبيعة العلاقة بين المجموعات المعتدلة منها والمجموعات الاسلامية المتطرفة. وفيما لم يتحدث عن الملف الايراني واذا كان الهدف المركزي لزيارته، اكد مسؤولون اسرائيليون ان "زيارة دمبسي جاءت بهدف التوصل الى صيغة مشتركة حول الملف الايراني الى جانب التنسيق الامني بين البلدين". ولم يستبعد خبراء اسرائيليون ان تكون الزيارة جاءت بتزامن انطلاق الجولة الجديدة من مفاوضات السلام، الاربعاء في القدس، كربط بين الملفين، بحيث تلين اسرائيل مواقفها من القضايا المطروحة في مفاوضات السلام، في مقابل تشديد مواقف الولاياتالمتحدة من ملف التسلح النووي الايراني. وكتبت صحيفة "معاريف" تقول ان "دمج المفاوضات المباشرة المكثفة مع الضغط المتعاظم حول البرنامج النووي الايراني سيحرك الخطاب الجماهيري نحو المياه العميقة والمعروفة للقرارات الحاسمة الاستراتيجية التي تواجهها اسرائيل منذ ربع قرن تقريبا، التسوية مع الفلسطينيين والثمن الذي سيطلب منها دفعه، وامكان الهجوم على ايران، ومدى نجاعة خطوة كهذه وثمنها. واشارت الصحيفة الى ان التداخل للموضوعين سيرافق الطرفين حتى ربيع 2014، عندما ستصل ايران الى الخط الاحمر الذي قرره رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتانياهو، او البدء في تشغيل مفاعل البلوتونيوم في اراك، وعندها ستنتهي المفاوضات مع الفلسطينيين". وتأتي زيارة دمبسي، المقرر ان يلتقي اليوم نتانياهو ورئيس الاركان بيني غانتس، في وقت شكك مسؤولون اسرائيل في النوايا الاميركية لمنع ايران من صناعة قنبلة نووية والتهديدات الاسرائيلية المتصاعدة بتوجيه ضربة ضد ايران في ظل عدم جدوى العقوبات المفروضة عليها. وكانت الاذاعة الاسرائيلية قد نقلت عن مسؤول سياسي في تل ابيب ان "الحكومة الاسرائيلية تشكك في صدق نوايا الولاياتالمتحدة وجهودها لوقف تطوير المشروع النووي الايراني"، معتبراً ان "ايران تكثف جهودها وتسابق الزمن للوصول الى قنبلة نووية". وبحسب هذا المسؤول السياسي فان الحكومة الإسرائيلية "قلقة من الموقف الأميركي"، خاصة على ضوء رفض وتردد الولاياتالمتحدة في التحرك حيال ما يحدث في سورية. مضيفاً ان "الأوساط السياسية في الولاياتالمتحدة وأوروبا تتناول احتمالات إقدام إسرائيل على شن هجوم ضد أهداف إيرانية". وهدد المسؤول الاسرائيلي بالقول ان بلاده قادرة على تنفيذ عملية عسكرية ضد ايران من دون دعم خارجي.