يبدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارة إلى المملكة، إذ يصل إلى جدة اليوم (الأحد)، يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وسيتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما ستتناول المحادثات المستجدات في الأراضي الفلسطينية وتطورات الأوضاع هناك. ورجحت مصادر ل «الحياة» أن يكون انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 من الشهر الجاري، وكلمة الرئيس عباس فيها على أولويات المحادثات، وهو ما أكده السفير الفلسطيني لدى السعودية جمال الشوبكي، بقوله: «هناك تواصل بين خادم الحرمين والرئيس عباس في كل محطة من محطات العمل الفلسطيني، والآن بعد مؤتمر فتح السادس وانعقاد المجلس الوطني وانتخاب القيادة المركزية للحركة، قام عباس بجولة كانت المحطة الأهم فيها هي السعودية، ولقاء الملك عبدالله ووضعه في تصور ما حصل والتشاور معه قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة التي سيلقي الرئيس عباس فيها كلمة في 23 من الشهر الجاري». وأشار الشوبكي في تصريح ل «الحياة» إلى أن الملك عبدالله سيبحث مع عباس الخطوات المقبلة في مسيرة السلام المعطلة، بسبب التعنت الإسرائيلي، والوفاق الفلسطيني - الفلسطيني، وهو دائماً مطروح على طاولة البحث خصوصاً أن السعودية تدعم الجهد المصري في هذا الاتجاه، ودائماً ما تدعو لرأب هذا الصدع والوفاق بين الفرقاء. وعلق السفير الفلسطيني على الجهد السعودي في انهاء حال الانقسام السياسي على الساحة الفلسطينية قائلاً: «جهود الملك عبدالله حاضرة ليس بداية من اتفاق مكة الشهير والذي لم يصمد، وبعد ذلك السعودية تدعم الجهد المصري الذي ينسق مع عدد من الدول العربية وعلى رأسها المملكة، والجميع لديهم تنسيق كامل حول هذا الموضوع بالتحديد، وقيادتنا دائماً ما تطلع خادم الحرمين على تفاصيل الوضع الفلسطيني بالكامل، والحوار الفلسطيني – الفلسطيني في القاهرة، ودائماً ما يدعمنا الملك منذ بروز هذا الخلاف قبل اتفاق مكة وبعده والى الآن». وحول ملف الاستيطان الإسرائيلي يؤكد الشوبكي: «السعودية تستثمر علاقاتها مع أميركا في دعم القضية الفلسطينية ونحن ندرك أن العقبة الكبيرة في عودة المفاوضات واستكمال عملية السلام، هو موضوع الاستيطان، موقفنا مدعوم بموقف عربي، وهو انه لا يمكن العودة للمفاوضات من دون وقف الاستيطان وقفاً كاملاً في كل المواقع المحتلة بما فيها القدس، واعتراف إسرائيل بأن الحل السياسي يجب أن يؤدي إلى دولة فلسطينية مستقلة، لافتاً إلى دور المملكة الكبير في دعم الموقف الأميركي الذي هو ايضاً يذهب في هذا الاتجاه، ويطالب إسرائيل ويضغط عليها بتجميد الاستيطان ولكن للأسف لم يحصل ذلك حتى هذه اللحظة». ويضيف: «اثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووجود الرئيس الأميركي باراك أوباما ستطرح هذه القضية، ولذلك فالتشاور مع الملك عبدالله مهم جداً في دعم هذا الملف أمام العالم، ونحن رافضون تماماً لأي لقاء من دون تجميد الاستيطان، والمطلوب من المجتمع الدولي هو الضغط على إسرائيل ووقف الحماية الدولية، وان يلزمها باحترام القرارات الدولية وإنهاء الاحتلال». وعن تدخلات إقليمية هدفها تكريس حال الانقسام في الشارع الفلسطيني، لا ينفي السفير الفلسطيني وجود هذه التدخلات وبحسب قوله فهي تؤثر سلباً في إضعاف الموقف الفلسطيني، الذي يعيش وسط مناخ عالمي متعاطف مع القضية، خصوصاً التغير في الموقف الأميركي، مؤكداً أن السعودية من الدول التي تضغط إيجاباً لإنهاء هذا الانقسام. ويشدد الشوبكي على أنه «من المنطقي التفكير في الذهاب إلى انتخابات فلسطينية - فلسطينية حتى نستطيع أن نحل هذا الخلاف عبر عودة الأمر وطرحه للشعب الفلسطيني، وهو من يقرر حسم هذا الخلاف بانتخاب رئيس، ومجلس تشريعي جديد في إمكانه إعادة الوحدة من جديد». يذكر أن الرئيس الفلسطيني الذي يصل إلى جدة اليوم قادماً من العاصمة المصرية القاهرة، التقى الرئيس المصري محمد حسني مبارك. وتأتي هذه الزيارة إلى المملكة ضمن جولة إقليمية يقوم بها عباس.