يصل الرئيس محمود عباس اليوم الى جدة قادماً من القاهرة حيث رفض مجدداً استئناف المفاوضات مع اسرائيل قبيل وقف الاستيطان، كما كرر رفضه لقاء من اجل اللقاء مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، وذلك في ضوء الخطط الاسرائيلية الاخيرة للتوسيع الاستيطاني، في وقت أعلن الاتحاد الاوروبي دعمه «بشكل كامل المقاربة الاميركية، خصوصا في شأن المستوطنات التي تعتبر غير شرعية وتشكل عقبة امام عملية السلام».وكانت واشنطن أعربت عن «الأسف» للانباء التي افادت ان نتانياهو ينوي الموافقة على بناء مئات الوحدات السكنية الاستيطانية الجديدة قبل التوصل الى تفاهمات مع واشنطن. واكدت اول من امس انها «لن تعترف بالتوسيع الاستيطاني المستمر»، مشيرة الى «تقديرها نية اسرائيل تقييد النشاط الاستيطاني». غير ان مكتب نتانياهو اعتبر ان الرد الاميركي «لم يكن شديد اللهجة، انما منضبط اتسم بلهجة ايجابية»، مضيفاً ان «كل شيء يتم بشفافية وبتنسيق» بين الجانبين. وكان موضوع الاستيطان حاضرا في محادثات الرئيس عباس في القاهرة حيث صرح في مؤتمر صحافي عقب لقائه الرئيس حسني مبارك، بأن موعد استنئاف الحوار الوطني سيحدد بعد تلقي مصر رد الاطراف المختلفة على اقتراحات ستقدمها خلال اسبوع، علماً ان وفداً من قيادة حركة «حماس» برئاسة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل وصل امس الى القاهرة لمتابعة جهود المصالحة. وكرر عباس موقفه من الاستيطان، قائلا: «وقف الاستيطان شرط ... وهذا وارد في خريطة الطريق». وعن امكان عقد لقاء بينه وبين نتانياهو على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة، قال: «ان كان هذا اللقاء من اجل اللقاء، فهذا غير ممكن. اما ان كان لقاء من اجل ان تكون رؤية واضحة في ما يتعلق بالاستيطان وغير ذلك من قضايا، فليس لدينا ما يمنع ذلك». وسئل عن خطط نتانياهو لتوسيع الاستيطان، فقال ان «هذا يعني انه لا يريد ان يفعل شيئا من اجل السلام، ومن هنا فلا ضرورة للقاء معه». ومن المقرر ان يصل عباس إلى جدة اليوم حيث يلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويبحث معه العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، إضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والمستجدات في الأراضي الفلسطينية. وقال السفير الفلسطيني لدى السعودية جمال الشوبكي ل «الحياة» أن الملك عبدالله سيبحث مع عباس الخطوات المقبلة في مسيرة السلام المعطلة بسبب التعنت الإسرائيلي، والوفاق الفلسطيني - الفلسطيني، وهو دائماً مطروح على طاولة البحث خصوصاً أن السعودية تدعم الجهد المصري في هذا الاتجاه، ودائماً ما تدعو لرأب هذا الصدع والوفاق بين الفرقاء». في هذه الاثناء، نقلت وكالة «فرانس برس» عن وزير الخارجية السويدي كارل بيلت الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، قوله ان الاوروبيين «يدعمون بشكل كامل المقاربة الاميركية لا سيما بخصوص المستوطنات التي تعتبر غير شرعية وتشكل عقبة امام عملية السلام». من جانبه، دعا الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا في ختام اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في ستوكهولم امس اسرائيل الى العدول عن عزمها تسريع الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة قبل اي تجميد للاستيطان، لتجنب تهديد فرص استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وقال: «المفاوضات (الحالية للولايات المتحدة) مع اسرائيل لم تنته بعد ولا تزال امامنا اسابيع، وآمل في ان نتمكن من الحصول على تغيير في الموقف» الاسرائيلي خلال اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة نهاية الشهر الجاري في نيويورك. واوضح: «خاب أملي جدا بسبب بعض تصريحات الساعات الماضية»، معرباً عن أمله في «ان يكون وقف الاستيطان فعليا».