قُتل عشرة أشخاص على الأقل في غارة شنتها طائرات نظام الرئيس بشار الأسد على بلدة قرب حلب شمال سورية، في وقت استمرت المواجهات بين قوات النظام ومقاتلي «الجيش الحر» في أحياء في دير الزور شرقاً. وسيطر مقاتلو المعارضة على موقع للجيش النظامي بعد يوم على مقتل 12 بقصف على بلدة السلمية في حماة وسط البلاد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن اشتباكات عنيفة دارت عند حاجز المميزون في حي الحويقة في دير الزور تحت غطاء من القصف، في وقت استهدفت قوات النظام أحياء الحميدية والشيخ ياسين والعرضي وخسارات والصناعة، لافتاً إلى أن مقاتلي المعارضة قصفوا بصاروخ مبنى تتحصن فيه القوات النظامية في حي الجبيلة. وقصفت قوات النظام بلدة حطلة في ريف دير الزور، مع سماع دوي انفجار في الميادين. وكان مقاتلو المعارضة فاجأوا قوات النظام باقتحام مواقع حكومية ومراكز تابعة له في دير الزور، أسفرت عن السيطرة على مبنى التأمينات الاجتماعية ومقر حزب «البعث» ومنزل المحافظ. وفي الرقة المجاورة، تعرض حي الإسكندرية في مدينة الطبقة لقصف بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين من قبل القوات النظامية أدى إلى سقوط ثمانية جرحى بينهم سبع نساء، وذلك بعد أيام على قصف عنيف تعرضت له مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ آذار (مارس) الماضي. وفي حلب شمالاً، قُتل عشرة مواطنين على الأقل بينهم أربع طفلات وفتاتان وسيدة، وأصيب عشرة آخرون بقصف طائرة حربية لبلدة عين الجماجمة في دير حافر بين الرقة وحلب. وقال «المرصد» إن قتلى سقطوا في اشتباكات في حي الراشدين بعد مواجهات عند حاجز للقوات النظامية قرب مفرق زينو في حي سيف الدولة، مع سقوط قذائف على حي كرم الطراب وكرم القصر الواقعين قرب مطار حلب الدولي. وأشار «المرصد» إلى أن مقاتلي المعارضة فخخوا مبنى تتحصن فيه القوات النظامية في حي صلاح الدين ما أدى إلى سقوط قتلى لدى تفجيره. وفي شمال غربي البلاد، بث معارضون شريط فيديو يظهر قصف مقاتلي المعارضة رتلاً لقوات النظام كان متجهاً من مدينة إدلب إلى ريف اللاذقية غرباً لدعم الجيش النظامي في معاركه مع «الجيش الحر» الذي أعلن قبل أيام «معركة تحرير الساحل». وأشار نشطاء إلى قصف قوات النظام عدداً من القرى والبلدات في جبل الزاوية في شمال غربي البلاد. وفي وسط البلاد، ارتفع إلى 12 شخصاً عدد القتلى الذين سقطوا بصاروخ في مدينة السلمية قرب مدينة حماة، فيما قُتل ثلاثة من عناصر المعارضة في مواجهات غرب المدينة. وسيطر مقاتلو «الجيش الحر» على حاجز للقوات النظامية في محيط بلدة عقرب ودمروا دبابة بصاروخ «كونكرس». وكان مقاتل معارض فجر نفسه مساء أول من أمس في مقر كتيبة للقوات النظامية غرب السلمية ما أسفر عن مقتل أربعة جنود نظاميين، بالتزامن مع اشتباكات دارت في محيط بلدة مورك بين حماة وريف إدلب شمال غربي البلاد. وردت أمس قوات النظام بحملة قصف عنيف على مورك طاولت بلدة كفرزيتا في ريف حماة. وقال «المرصد» إن دبابات النظام قصفت أمس مناطق في بلدة تلبيسة ومدينة الرستن في ريف حمص، فيما أصيب ثمانية مواطنين بانفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون قرب فندق ليون على الطريق الواصل بين بلدتي الناصرة والحواش في وادي النصارى. وأشار «المرصد» إلى اندلاع مواجهات بين قوات المعارضة ومقاتلي النظام وموالين لها لدى محاولة الأخيرة اقتحام حي حمص القديمة. وفي دمشق، دارت اشتباكات عنيفة على المتحلق الجنوبي في حيي القابون وبساتين برزة في الطرف الشمالي للعاصمة، تحت غطاء من القصف الجوي، في إطار محاولات قوات النظام لفرض سيطرة كاملة على الحيين وقطع خطوط الإمداد من الغوطة الشرقية. وقصفت قوات النظام مناطق في مخيم اليرموك الذي يتعرض لحصار خانق منذ بضعة أسابيع، وسط مواجهات متقطعة بين «لجان شعبية» فلسطينية موالية للنظام ومقاتلي المعارضة. وأفاد «المرصد» باتساع دائرة القصف لتصل إلى منطقة الزبداني بين دمشق وحدود لبنان، حيث قصفت طائرات حربية مناطق في المدينة بالتزامن مع قصف من مراكز للنظام على مناطق في أطرافها، لافتاً إلى تعرض منطقة البلاط في بساتين بلدة المليحة وأطراف بلدة المليحة من جهة حي البلاط لقصف القوات النظامية، بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين، ما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى، وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة وهجوم على حاجز للقوات النظامية. كما اندلعت مواجهات في محيط حاجز «تاميكو» في بلدة المليحة بينما كانت طائرات النظام تقصف المنطقة. وبين دمشق والأردن، تعرضت مناطق في مدينة نوى لقصف بقذائف الهاون من القوات النظامية استهدف الحيّ الغربي من المدينة، بالتزامن مع غارة جويّة على الحيّ الأوسط. وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وجه أول من أمس «نداء عاجلاً إلى الأممالمتحدة والهيئات التابعة لها بضرورة التدخل الفوري والعاجل لإنقاذ المدنيين في مدينة الحارة شمال غربي درعا، وتأمين إجلاء الجرحى ودفن القتلى وإغاثة آلاف من سكانها واللاجئين إليها»، مشدداً على «فتح ممرات إنسانية إلى المدينة وإلى كافة المناطق المحاصرة في سورية، مع التأكيد على ضرورة القيام بتحرك عاجل لدعم الثوار بالقوة الكافية لتمكينهم من الدفاع عن المدنيين». وأشار «الائتلاف» إلى وجود أسماء 47 قتيلاً وعشرات الجثث التي حالت الأوضاع دون التمكن من توثيقها في الحارة، لافتاً إلى وجود 60 ألفاً من سكان المدينة والنازحين إليها «يرزحون تحت حصار مطبق وقصف متواصل».