بضغط من معاناته اليومية مع أطفاله الذين لا ينفكون يسألونه عن أمهم، وبتأخر إعلان نتائج التحقيق في وفاة زوجته، بسبب خطأ طبي في مستشفى الولادة والأطفال في مدينة بريدة قبل خمسة أشهر، وكذلك بسبب السماح للطبيب المتسبب في الحادثة بالسفر، طالب المواطن نايف الحربي المسؤولين بالهيئة الشرعية في صحة منطقة القصيم بالكشف عن التحقيقات، وإلا صعّد الموضوع إلى وزير الصحة. وأكد الحربي ل«الحياة» أنه حريص على إظهار الحقيقة في قضية وفاة زوجته، إلا أنه يجد تلكؤاً من المسؤولين في صحة القصيم وعدم مبالاة أثناء مراجعاته المستمرة لهم، مشدداً على أنه يطرق جميع الأبواب لكشف الملابسات التي تحوم حول الخطأ الطبي الذي عجزت الهيئة الشرعية عن تحديده حتى الآن ومعاقبة المتسبب. وقال: «هل أصبح دم المواطن رخيصاً إلى هذا الحد؟ وكيف يُسمح للطبيب المتسبب في وفاة زوجتي بالسفر على رغم منعه من السفر وكفّ يده عن العمل حتى انتهاء التحقيقات؟ بيد أنه سافر لقضاء إجازته السنوية، كما أن هذا الطبيب بعد إيقافه شارك في إجراء جراحة لمريضة حالها تشابه حال زوجتي، وخرج مدير مستشفى الولادة والأطفال في حينها». وأضاف: «سئمت من تعامل المسؤولين في صحة القصيم، وأصابني الإحباط من تلكؤهم وعدم مبالاتهم أثناء مراجعاتي المستمرة للكشف عن الحقيقة ومعاقبة المتسبب، وبعد وساطة من أحد المعارف اتصل بي شخص، وأخبرني أن التحقيقات لا تزال جارية»، وتابع: «لديّ ما يثبت أن التقرير الذي كتب فيه الاستشاري سبب الوفاة مكذوب، إذ كتب فيه أن سببها سكتة رئوية، بيد أن الحقيقة نزف حاد أدى إلى وفاتها بعد ساعات قليلة من التدخل الجراحي للولادة، وهذا ما يثير شكوكي حول سفر مدير الطاقم الطبي والمسؤول عن الجراحة على رغم منعه من السفر وكف يده عن العمل، فكيف يسمح له بالسفر والعمل وهو موقوف على ذمة التحقيق؟». وزاد: «جميع فصول التناقضات تعايشت معها أثناء تعاملي مع المسؤولين في صحة القصيم ولم أجد إلا وعوداً كاذبة، لذا لم يعد لي بُد إلا الالتقاء بوزير الصحة، وهذا حق من حقوقي كمواطن قضت زوجته إثر إهمال طبي، ولا بد أن يطّلع على مجرى سير التحقيق، ومَن سمح للطبيب بالسفر خارج الوطن، ومَن تجرأ وكذب في كتابة تقرير سبب الوفاة». وعن مصير أطفاله الثلاثة بعد وفاة والدتهم، ومَن يقوم على تربية الطفل الصغير الذي وُلِدَ قبل وفاتها بساعات، قال: «ثلاثة أطفال لا حول لهم ولا قوة بعد أن ذاقوا اليُتم بسبب إهمال من الطبيب الذي تسبب في فقدانهم لوالدتهم. بعد وفاتها عانوا كما عانيت الأمرّين، إذ سهرت الليالي الطوال على العناية بهم وتوفير الجو المناسب لهم، رغبة مني في تعويضهم حنان الأم، بيد أنني لم أستطع، فدور الأم لا يستطيع أن يقوم به أحد». وأضاف: «وبعد إلحاح من شقيقتي تركت ابني الرضيع لديها لتعتني به وتقوم على شؤونه. أما طفلتي ذات الأعوام السبعة، فهي ما زالت تعذبني في كل صباح بأسئلتها المتكررة، إذ كانت تذهب مع والدتها - رحمها الله - إلى المدرسة يومياً، وفي كل صباح تسألني متى تعود أمي إلى المنزل والمدرسة؟ وإذا لم تُعد مَن الذي تسبب في موتها؟ ولماذا لم يحاسب؟»، وتابع: «طفلي ذو الأعوام الثلاثة أرى الدموع في عينيه كل ليلة وكأنه يريد أن يقول أريد النوم بين أحضان أمي، لكنه لا يستطيع التعبير عمّا بداخله». بدورها، تواصلت «الحياة» مع المتحدث الإعلامي باسم صحة القصيم محمد الدباسي عبر إرسال إيميل مكتوب يحوي شكوى المواطن الحربي، غير أنه حتى الآن لم يتجاوب، كما حاولنا التواصل مع مدير مستشفى الولادة والأطفال في بريدة، بيد أن محاولات الصحيفة في الوصول إليه لم تنجح.